آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-12:16ص

الى أين تأخذنا الشرعية اليمنية ؟!

السبت - 17 يونيو 2023 - الساعة 05:16 م

مصطفى المنصوري
بقلم: مصطفى المنصوري
- ارشيف الكاتب



جميع الخيارات أصبحت مؤلمة ، والصراع في اليمن تم ازاحته الى الظل ، يحاول الرعاة بسبب تعقيدات المشهد العسكري والسياسي جعل اليمن اقل شراسة وفوضوية على الممرات المائية و دول الجوار النفطية ، لا اكتراث للرعاة الى اين يتجه الصراع اليمني طالما هذا الصراع يأكل اليمن نفسه دون إحداث أي اضرار على مصالح الدول القريبة والبعيدة .. الولايات المتحدة الامريكية تتحرك باستمرار نحو تخفيف حدة التوتر مع إيران ، وبداءت الوساطة العمانية في هذا الامر تحدث تقدما ، وبحسب التقارير الصحفية العالمية ثمة اتفاق او تفاهم وسيتم عبره إطلاق جزئي للأموال الإيرانية المحتجزة في بنوك اوربا مقابل لمسات منها إيقاف برنامج ايران النووي في حدوده اليوم ؛ وكذا ثمة ملفات أخرى تحاول أمريكا من إيران حلحلتها على مستوى دعمها لروسيا في حرب أوكرانيا او ججزها السفن النفطية او ضرباتها على القوات الامريكية في سوريا بواسطة اذرعها العسكرية في المنطقة .
اتجهت الصين في نهاية مايو هذا العام نحو دول اسياء الوسطى تنسج علاقة جديدة مع خمس جمهوريات لتوسيع  نفوذها على خطى مبادرة الحزام والطريق الصينية  ، بعد يومين من قمة الصين تحديدا في   21مايو 2023م التقى قادة الدول السبع الغنية  في هيروشيما ليضعوا مجموعة محددات نرى منها الاكراه الاقتصادي للصين والنأي بالمحيط الهادي والهندي عن الصراع ، وفي  19مايو انعقدت القمة الثانية والثلاثون لجامعة الدول العربية في المملكة العربية السعودية والتي شكلت منعطف في عودة سوريا الى حاضنتها العربية ، وسبق القمة تفاهمات إيرانية سعودية برعاية  الصين عملت على إعادة مسالك عدة تسهم في تخفيف التوتر في المنطقة على طريق العدالة التي تنادي بها الصين في رسم علاقتها بشركائها .. دول العالم مشغولة بحماية أمنها ونزع مصالح شعوبها  من قاع قوة الصراعات المختلفة .
ثمة خلل عميق وكارثي في بنية الشرعية اليمنية التي اسهمت في مراحل عدة بإضعاف شرعيتها خارجيا وداخليا ، وعززت من ارباك المشهد حد فقدان بوصلة الوطن ، ليس مستغرب ان يصرح المبعوث الاممي هانس غروندبيرغ قبل أيام في تصريحات صحفية عبر شبكة تلفزيون الصين الدولية ان التوصل الى حل في اليمن صعب ، انشغلت الشرعية اليمنية منذ ان تشكلت ان تتوجه بصراعها وثقلها السياسي باتجاه الجنوب تاركة معركتها الحقيقة نحو صنعاء ولملة القوات العسكرية المختلفة بإحراز نصر وتقدم نوعي يجنب اليمن القادم الكارثي والتي تعتبر جزء اصيل في صناعته منذ الخطوات الأولى للرئيس هادي وصولا الى المجلس الرئاسي اليوم برئاسة العليمي ، ونتيجة ذلك تعثر التحالف العربي في حرب اليمن وخرج من المشهد ، ومازالت الشرعية اليمنية  الى اللحظة تتحرك في مسارات الفساد وتطويع السلطة لمزيد من النهب وارباك حد إضعاف القوى المناوئة للحوثيين .
السعودية اليوم طوت مرحلة بقاءها في اليمن بكلمة انها (وسيط ) وهذا معناه : لن تخرج عن دائرة التوفيق بين الأطراف المتقاتلة ، انتهت وصاية السعودية على اليمن بمحض ارادتها واتجهت ترسم إقليميا وعالميا معالم نظام عالمي جديد  متعدد الأقطاب ينقلها الى مرحلة استقرار  ونمو اقتصادي اكبر وعلى نفس الاتجاه تسير الإمارات .
الى اللحظة لم يدرك نفر الشرعية اليمنية ومن خلفهم الأحزاب الانتهازية ماذا يعني ان يكون الإنسان بلا وطن ؟!! ... الشيخ احمد العيسي توقع محذرا في شهر إبريل عبر حوار تلفزيوني من حدوث كارثة افلاس اقتصادي شامل للدولة اليمنية سببها فساد رئيس الحكومة معين عبدالملك معدد  اشكال الفساد المخيف  ، واليوم تعلن الحكومة بلا حرج انها في طور الإفلاس وتتوسل الدعم من السعودية لتسيير اعمالها ورواتب الموظفين في مناطقها في قادم الأيام .
لن ندخل في فساد هذا الرجل الطارئ الذي فرضه استحقاق استبعاد هادي ومحسن الأحمر إلا ان الاتهام عاد اليوم وبقوة من عضو المجلس الرئاسي عبدالرحمن المحرمي متهما رئيس حكومة الشرعية اليمنية معين عبدالملك بفساد  كبير وقال فيه انه كثير الكلام قليل الإنتاج ولا حس وطني لديه ويمثل عمق التفاهم مع الحوثيين في الشرعية وقرارت وزارته تخدم الاعداء ، خرج مجلس النواب بعد إتهام العيسي بفساد معين بتشكيل لجنه في شهر إبريل قوامها تسعه  نواب بمهلة أسبوعين والى اللحظة لم يرفعوا نتائج متابعاتهم .
لم يعد الإقليم والعالم مهتم بفساد وتخادم  كثير من رجالات الشرعية مع الحوثيين وابتعادهم عن الارتباط بمصالح الوطن والمواطن بقدر اهتمامهم ان يتشكل واقع في اليمن أقل ضرر على مصالحهم وقد وجدوا ذلك في الحوثيين واعتبروا ان إعادة صياغة وتهذيب حكام صنعاء اقل تكلفة من إعادة الشرعية اليمنية اليها ، هذا مؤشر خطير إن لم يتم تدارك هذا الخطر وإعادة تصويب مفردات المشهد بإرادة داخلية ذاتية بداء بمعالجات أولية فورية تعقبها خطط متوسطة المدى  ثم بعيدة المدى  وخلاصتها أولا استبعاد الملوثين بالفساد وفي المدى المتوسط  حماية المكتسبات المحررة واستثمارها للأهداف الوطنية التي ستعزز ترجمة واقية في  فرض وساطة عادلة للمشهد القادم في الهدف البعيد .