تفتقد غالبية الدول النامية - وبلادنا بالطبع واحدة من هذه الدول - لثقافة التعامُل مع المعلمين، ورفع قدرهم والإعلاء من شأنهم، سواءً أثناء ممارستهم لمهنتهم النبيلة، أو حتى بعد أحالتهم للمعاش!!▪️لقد تحدَّثَ الشعراء كثيراً عن مكانة المعلمين في قصائدهم ، ونصحوا باحترامهم وتبجيلهم، فقال أمير الشعراء،أحمد شوقي:قُم للمعلم وفّهِ التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا.▪️وقال شاعر آخر :ذاك المعلم وهو أفضل عامل يعلو به شأن البلاد ويعظمُفإذا أردتم للبلاد تقدُّمافأبنوا المدارس والمعلمَ كرّموا▪️وقال ثالث:ذلّل قياد النفس للتعلُّم وأخفض جناح الذّل للمُعلمِ▪️وهناك رابع وعاشر أيضاً، والحيز هنا لا يسمح بالرجوع إلى قصائد شعراء كبار بارزين، أثروا المكتبات العربية بدواوين شعر، أعطت لمُعلّمينا الأفاضل الكرام حقهم بالتمام والكمال.▪️إذاً .. لا عجبَ- بعد ذلك كلّه -أن يكون تكريم المعلمين من أوجب الواجبات، لإشعارهم أن جهودهم لم تذهب سدى، وأن أعمالهم لم تذروها الرياح، وأن تكريمهم ينبغي أن يكون أثناء العمل وبعد التقاعد!!▪️لقد أدركت دول العالم الراقية المتطورة، ومنها دول عربية أيضاً - وبلادنا ليست منها بالطبع - أدركت كل هذه المعاني العظيمة، فسعت جاهدة إلى تكريم المعلمين، الذين أمضوا شطراً من حياتهم في خدمة العلم ، وأفنوا شبابهم في أداء هذه المهنة، التي لا تُضاهيها أي مهنة، من حيث المكانة والتقدير والأهمية في بناء الأجيال الصاعدة، صُنّاع المستقبل، وبُناة الأوطان.▪️نعم .. لقد كرّمتهم وخصّصت يوماً للاحتفاء بهم من كل عام، وهو ليس "مِنَّة " عليهم، بل من باب الاعتراف بجهودهم .▪️وما أروعهُ شاعرنا العربي الأصيل، أحمد شوقي،الذي قال في نفس قصيدته الشهيرة أعلاه:أعلمتَ أشرف أو أجلّ مِن الذي يبني ويُنشىء أنفساً وعقولا▪️بصراحة .. الحديث عن المعلمين في هذه الأيام صار حديثاً ذا شجون.. قبل فترة قابلتُ بالصُّدفة أحد المعلمين، الذين تتملذتُ على يديه في المرحلة الإعدادية، كان جالساً بجانب إحدى الصيدليات في الزعفران، واضعاً على الجدار عُكازه الذي يتكىء عليه أثناء سيره ..قَبّلتُ رأسه وسلّمتُ عليه، كنتُ أتوقّع بأنه نساني، لكنه - ما شاء الله عليه، ربي يحفظهُ - سرعان ما ابتسم وقال : كيف حالك إبني مشتاق؟! أجبته : الحمد لله، أهم شيء أنت - أستاذي القدير - كيف حالك ؟.. أجاب: ماشين على بركة الله، لقد ولّى زمننا الجميل، ثم صمت!!▪️أدركتُ حينها - وربما بدا لي - بأن أستاذي القدير لا يُريدني أن "أنكش" الجراح والآلام التي يعاني منها ..وبعد أن عرفتُ: أين يسكن،وعلى الأماكن التي يرتادها و... و ..؟!! قبّلتُ رأسه من جديد، واغرورقت عيناي بالدموع، وودّعتهُ على أمل اللقاء به قريباً.▪️كان الله في عون مُعلّمينا الأفاضل الأجلاء الكرام، والسلام ختام. *تغريدات سريعة*▪️(الوطن الذي ترى فيه الجاهل يجلس في المقهى، وطالبُ العلم يُقدّم له المشروب، إرحل عنه بعيداً وبأقصى سُرعة مُمكنة)!!▪️ (العُسر لن يدوم، والشدّة لن تطول، والليل يتبعهُ فجر، والصبر أجمل العبادات)!!▪️ يقول الفيلسوف المُفكر أرسطو : يتعمّد الطاغية إلى إفقار مُواطنيه، حتى ينشغلوا بالبحث عن قُوت يومهم، فلا يملكون وقتاً للثورة عليه.