آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-06:24م

قليل من الحكمة يا أهل الإيمان والحكمة

الأحد - 11 يونيو 2023 - الساعة 01:22 م

عمر الشيابي
بقلم: عمر الشيابي
- ارشيف الكاتب


لم يعد تساؤل كثير من الجنوبيين يطرح اليوم باستحياء كما كان من قبل بل أصبح في العلن وبكل قوه.. تساؤل عن سبب عجز التحالف العربي وقوات الشرعية ومعهم المقاومة الشعبية والقبائل في الشمال من تحقيق أي نصر عسكري على الحوثيين خاصه وأنهم يملكون قوات عسكرية كبيرة وعتاداً عسكرياً ضخم لا يكفي لتحرير محافظات فقط من قبضة الحوثيين بل لتحرير وطن بكامله!

إمام عجزهم هذا ولتسعة أعوام مضت على الحرب ذهب الجميع يبحث عن هدنه تلو أخرى وحوارات وتقارب مع الحوثي نفسه حملت كثير من الأسئلة وعلامات الاستفهام عن سبب ذلك؟!

وضع كهذا ربما كان سبباً من أسباب عديدة جعل الجنوبيين لم يشعرون بالرضى أو الارتياح من هكذا مواقف مما جعل الكثير منهم يفسر ذلك بإنه سبباً لتأخير أو ترحيل مطالبتهم بحل عادل ومنصف للقضية الجنوبية يلبي طموحات وآمال كل الجنوبيين في إستعادة دولتهم! جعلهم هذا يرفعون بين حيناً وآخر وبقوة دعواتهم المطالبة بالانفصال واستعادة الدولة الجنوبية وهو ما لم يرضى عنه الأخوة في الشمال ليرفعوا شعارهم المعروف الوحدة أوالموت! 

شعارات مثل هذه-- نتفق في مشروعيتها أو نختلف -في الوضع الحالي الذي تعيشه اليمن من إنقلاب على الشرعية وعلى اليمن كلها وانقسامات وصراعات سياسية متعددة وصلت حد الاقتتال بين بعض الفرقاء مع وضع اقتصادي منهار عكس بنفسه على كل مناحي الحياة.. إلى جانب تداخل المصالح لدول إقليمية ودولية في اليمن جعلها ساحة صراع لهذه الدول.. نقول شعارات مثل هذه قد تؤدي فقط إلى التصعيد والاحتشاد وربما المواجهة العسكرية التي تعني الاقتتال واراقة الدماء وتدميراً للبلاد ولماتبقى من مؤسسات الدولة والخدمات الهشة فيها وعوده بالبلاد إلى الوراء عشرات السنين دون تحقيق لشي من مطالبها!

أن اليمن الذي ارهقته الحرب وتبعاتها هو اليوم--كمايبدو- إمام حرب داخلية اخرى إذا عاد التصعيد-وهو أمر وارد-- بين دعاة شعار الوحدة أو الموت وبين دعاة الانفصال إذا لم يحتكم الجميع إلى لغة العقل والحوار وتغليب مصلحة الشعب في الشمال والجنوب والبحث عن حلول وصيغ جديده للوحدة تضمن للجميع حلولاً عادله ومنصفة ترضي كل شطر (إقليم) وتحفظ له حقه في السلطة والثروة وإدارة جميع مؤسساته وموارده وحفظ أمنه مع حق أبناءه في التعيينات والتوظيف وإدارة كل شؤونهم وتجنب الجميع حرب كارثية ينقادون إليها بطيشهم السياسي ومصالحهم الأنانية التي قد يكون ثمنها كبيراً جداً وهو دمار ماتبقى من وطن وقتل شعب وربما يكون ذلك برضى ومباركة مجتمع اقليمي ودولي لايريد لليمن أن ينعم بالسلام والاستقرار لانه لايعرف في قانونه الإنساني سوى الحفاظ على مصالحه الخاصة ولو كان ذلك على حساب حياة ومصير أي شعب من الشعوب!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإيمان يمان والحكمة يمانية.. فقليلاً من الحكمة يا أهل الإيمان والحكمة قبل أن ينزلق الجميع إلى الهاوية المدمرة وحينها لاينفع الندم!