آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

لا تخوض جدلاً مع من لا يفهم أسلوب الحوار

الأربعاء - 07 يونيو 2023 - الساعة 03:51 م

طاهر بن طاهر
بقلم: طاهر بن طاهر
- ارشيف الكاتب


لقد ذكر الله سبحانة وتعالى  في كتابه  فقال:
{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ}

قد يحسب الفرد أن أفعال بسيطة هي هينة لكنها عند الله عظيمة ويمكن أن تدخل صاحبها النار  إذا لم ينل رحمة الله، فالتسرع في اتهام الغير بالرشوة أو الفساد أو التقصير في عمله بالتهم جزافآ  عبر مواقع التواصل أو المجالس أو غيرها  يكون ضد مسوول أو مواطن لا يحق لك اتهام الناس جزافآ  دون وجود سبب واضح وشرعي لأن ذلك ينشأ العداوة والهجر وتدمير الاوطان ولا يحق لك أن تشتم الاخرين دون سبب ..

فلا يمكن نقل كلام عن ألسنة الآخرين عن شخص ما سواء كان قريب أو بعيد  سواء كان صغير أو كبير سواء كان جندي أو وزير سواء كان غني أو فقير دون علم كافٍ بمدى صحته أو خطأه فإن نقل أخبار الغير دون معرفة ويقين بل لصق ونسخ بسبب الفضول دون معرفة الشخص الذي تتحدث أو تعلق ضده  تعد من النميمة التي نهانا الله عنها أيضًا لانه ربما انك تتحدث ضد شخص يعمل من أجل وطنه ويحمل امانة واخلاق أكثر منك بمليون مره ولكن يدفعك الفضول كما يقول المثل لاجل يقولوا الناس أن مع حمادي شقاه فهذا مثل قديم كان شخص اسمه حمادي معه مزرعة  عرضها متر وطولها متر فقط  وتعون  لها يوم من الايام  100 شخص  من العمال ليحرثوها فعندما سألوه اين تتجه بهذا الكم الهائل من العمال فقال لاجل يقولوا الناس أن مع حمادي شقاه ..

ونشير  بهذا المقال إلى أن اتهام الغير بالباطل يمكن أن يكون نتيجة الحسد أو الغل الذي إذا سيطر على بعض الناس  يجعله في حاجة دائمة إلى تشويه صورة الغير  يكون معارضة أو سلطة هكذا يفكر البعض انه هو الأفضل، لكن عندما يظهر الله الحق  ويتولى هذا الشخص المنتقد  شيئ يكون هو أشر الناس .. فالارزاق هي بيد الله والله يعطي الملك لمن يشاء وكل شخص مسجل له رزقة واجله وشقي أو سعيد منذ أن يخلق ولا داعي أن يشتم البعض الاخرين ويحسب نفسه عبده فشفشي يعرف كل شيء .إلا إذا كان لديه ادلة واضحة عليه ان يتقدم بها بشكل رسمي وكلام اخلاقي ليس كلام بشكل رنفزة أو حقد وشتم لأن الشخص من حديثه يتضح عقليته فحتى لو كان الشخص يريد يصحح شيء مثلا في الدولة  أو الثورة وهو يتكلم بكلام معواله فلن يلتفت إليه عاقل ولكن عندما يقدم كلامه بشكل حضاري وعقلاني وبشكل سلس سيجعل القارئ يتابع ذلك وهكذا من يمدح أو يطبل للشخوص او القيادات بشكل مفرط أو مبالغ فيه فهو كمثل من يهاجم الاخرين دون سبب ..فالصحافة والإعلام هي  مهارات وابداعات والنقد هو قيم واخلاق
ومنصة الفيسبك نفس سوق الكراع أو سوق سناح إذا تدخل بمهاترات مع أحد لن يعرفك ستكون أنت الغلطان وحتى عندما تصادف شخص مثلا بسوق الكراع يدخل معك بسياسة دون تعرفه  أو يعرفك ويوجه  لك اسئله !!!  

أكيد لن تتحاور معه لكن عندما يعرف الشخص بصفته باخلاق ويبدا بالسلام ستكون اكثر اخلاق للحوار معه 
وهكذا حتى من يتعلم ويحصل البروفسور أو الدكتوراه وهو غشيم بنقاشه وعديم في الخبرات السياسية أو الادارية تجد أن شغله الشاغل هو مهاجمة الاخرين دون ان يعلم أن الشهادة قرطاس والفكر بالراس وان الانسان ليس بالكراتين الذي حصل عليها نتيجة الظروف التي ساندته ليشتريها فقد أصبح الشهائد العليا لمن لديهم مال وبقي أكثر الاذكياء خارج اسوار الجامعات نتيجة ما حصل للجنوب منذ 1994م فلا تغتر بالكرتون الذي لديك !!!

وهكذا المسؤول لن يغتر بمنصبه ولا المناضل بنضاله فكل انسان لديه عقل هو الذي يجعل الناس تحترمه من خلال احترامه للاخرين ومصداقيته
والارزاق ليس بالذكاء أو السياسة واخر شهادة هي شهادة لا اله إلا محمد رسول الله .

الخلاصة.. نصيحة لكل من يناقش أو يعلق بصفحات الاخرين عليه ان يكون متزن لأن الكلمة التي تخرج من الفم كالبيضة التي تسقط من اليد .