آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:23م

دعوة احياء مملكة حضرموت الكبرى

الأحد - 04 يونيو 2023 - الساعة 08:34 م

احمد سالم فضل
بقلم: احمد سالم فضل
- ارشيف الكاتب


 جنوب شبه الجزيرة العربية (ما يسمى اليوم اليمن) هذا الاتجاه الجغرافي ينقسم إلى قسمين رئيسيين وشهد عبر التاريخ تطورات كبيرة إنشاءات فيه عدد من الممالك عرفت ب "ممالك العربية السعيدة " قامت حضارتها بين ما يعرف حالياً سلطنة عمان شرقاً وباب المندب غرباً، منذو قوم عاد واحداث احقاف حضرموت القسم الشمالي كما أسست فيه ممالك مستقلة منها (معين وسباء وممالك صغيرة أخرى) اخرها في العصر الحديث المملكة المتوكلية الهاشمية.
وللتوضيح للقراء (سلطنات وامارات جنوب العرب كانت قائمة في جغرافيا ممالك العربية السعيدة) فموقعها الجغرافي كان في أراضي مملكة حضرموت ومملكة اوسان وجزء صغير من مملكة قتبان وهي في حدود اليمن الديمقراطية المعروفة حتى 21مايو 1990م، اما المملكة الهاشمية المتوكلية فقد انشأت في جغرافيا ممالك معين وسباء، واجزاء كبيرة من مملكة قتبان حدود الجمهورية العربية اليمنية حتى عام اعلان الوحدة اليمنية22مايو1990م ، 
الوقوف امام هذه المعطيات التاريخية التي دونتها مختلف المراجع والأبحاث التاريخية والعلمية سيجد المتابع ان تلك العصور شهد عدد من الغزوات  والحروب الدامية لتغيير هذه الحدود الجغرافية والوطنية لتلك الممالك التاريخية ، وكان من اخطر تلك الغزوات غزو مملكة "اوسان " التي ظهرت حوالي عام 230 ق م، وقد ظلت قائمة حتى حوالي عام 115 ق م، وبعد ان شهدت  هذه المملكة ازدهار في مختلف مناحي الحياة ، وبسبب ذلك الازدهار أدى إلى الاطماع فيها من  قبل الممالك المجاورة لها  بقيادة مملكة سباء، تلك الممالك الغازية التي دار عليها الزمن وانهارت تدريجي  بعد وحدة (سباء وحمير وذو ريدان ) صراع طويل فيما بينها أدى الى انقسام هذه المملكة  التي كانت من اهم أسباب وحدتها أطماعها  للسيطرة على الممالك المجاورة لها بالغزو والاحتلال العسكري، بداءات تلك الاطماع بعد اخضاع ( مملكة معين). قامت بالهجوم على مملكة اوسان واحتلتها.                    
ونفذت تدمير مملكة اوسان واحراق مدنها ونهب ثرواتها وشطب تاريخها في ابشع جريمة ضد الإنسانية  وتم التعتيم عليها حتى اليوم بل مستمر ذلك التعتيم بقرار منهجي، فلأذكر لمملكة اوسان في المناهج الدراسية المقررة في العصر الحديث او المدونات التاريخية والاثار،  باستثناء ذكرها في سجلات معارك الغزو والعدوان  الذي قاده المكرب السبائي ايل وتر (ذمار علي) فقط تمت الاشارة الى مملكة اوسان في نقش نصر الغزاة على مملكة كانت نموذج للرخاء والازدهار بعد ان تم القضاء عليها وتشريد اهلها وتوزيع أراضيها بين الحلفاء في اسوء احتلال عرفه التاريخ كما ما هو مدون حتى اليوم في النقش النصر المزعوم تحت رقم "RES 3945 ". هذا النقش الذي سجله المكرب -  السبائي كرب إيل وتر في معبد الوعول مدينة صرواح ولازال بعض سياسيين اليمن الشمالي يتفاخرون بهذا النصر وكان اخر من فخر به الرئيس السابق علي عبد الله صالح بعد احتلاله الجنوب عام ١٩٩٤م ، انه من المعروف تاريخيا ان أراضي مملكة أوسان تقع في المنطقة الواقعة بين وادي بيحان وعدن. وتدل الشواهد الأثرية والنقشية على أن مركزها كان في وادي مرخة وامتدت سيطرتها جنوباً إلى البحر العربي وخليج عدن.    
    ومن المؤسف حقاً ان ذلك التنمر وحالة الفيتو مفروضة على اوسان وتاريخها حتى اليوم، وهناك كثير من والشواهد التي تؤكد حتى اللحظة هذا التنمر لا يتسع هذا الحيز لذكرها.
وفي هذا المقال ادعو المهتمين  بالتاريخ الى انصاف (مملكة اوسان) وفقاً والمعطيات التاريخية  من خلال التحضير لندوات علمية واكاديمية بالاستناد الى السرديات والنقوش والأثار المنحوتة في الجبال والوديان والمحجوز منها في بعض المتاحف ومن أهمها نقش دونه اخر ملوك اوسان: (يصدق ايل بن فرعم بن شرح بن عم بن ود ) برقم "K.M.60.1283.NAM 601=-Q83=RES"    3884 bis " المحفوظ في متحف عدن، والخروج برؤية لتصويب التاريخ واسقاط الزيف وكل ما اللصق بمملكة اوسان من ادعاءات باطلة ورد الاعتبار لها وفقا للحقائق التاريخية والحالية .
كما أوجه دعوة للأخوة في مختلف هذا الاتجاه (الجغرافي) المسمى اليمن الذي أشرنا الى بعض من الأنظمة واشكال الحكم التي مرت فيه عبر مراحل الزمن الماضي والحاضر إلى إعادة قراءة الواقع اليوم والبعد عن الشطط، والنظر في الماسي التي تضرب هذه الأرض وخاصة ما بعد اعلان النظام الجمهوري في شمال اليمن وجنوبه.
حيث من الأهمية هناء النظر في جغرافيا (جمهورية اليمن الديمقراطية) في مرحلة 30 نوفمبر 1967م وحتى 21 مايو1990م حيث قامت على أراضي مملكتي "حضرموت، واوسان " مع الإشارة هناء الى ان مؤسس مملكة أوسان هو (أوسان بن وائل بن معاوية بن يعفر بن مرة بن حضرموت.
ان ما يعانيه أبناء اليمن الجمهوري الحديث (ج. ع  .ي و ج. ي. د. ش) ومنذ بداية ستينات القرن الماضي وحتى اليوم لا يخفى عن أحد انه ناتج عن:
اولاً: - القفز عن البعد الجغرافي والأنثروبولوجي وتجاهل الحقائق التاريخية من قبل بعض النخب السياسية التي نشاءات في عصر المزايدات القومية وأفكار حركات التحرر الوطنية الفاشلة التي انتشرت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية منتصف القرن الماضي.                          
 ثانيا: - موقف الأنظمة الملكية القائمة في الجوار الإقليمي المعارض على نموذج النظام الجمهوري الذي أسس بعد الاطاحة بالأسرة الهاشمية المتوكلية في المملكة اليمنية وإقامة النظام الاشتراكي على إنقاض المحميات الشرقية والغربية الجنوبية