آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

رجال في تاريخ عدن.. الأستاذ عدنان الاعجم

الخميس - 01 يونيو 2023 - الساعة 07:53 م

احمد السيد عيدروس
بقلم: احمد السيد عيدروس
- ارشيف الكاتب


قلم عدن الذي لا ينضب، القلم الذي كتب شعراً وحباً وغزلاً طاهراً في مدينته عدن، كتب لها وعنها بغزارة، قلمٌ حبره من بحارها وسن قلمه جبلاً من جبالها، وكأن شمسان سناً لا ينكسر لهذا القلم الجبار، الأستاذ عدنان الاعجم، صاحب الشخصية الإعلامية الكبيرة.

يراقب اعاصير الفنجان وهي ترعد وتزبد ويتركها حتى تتبخر فهو يعلم من أين تؤكل الكتف فشخصيته الرزينة وما تمتلكه من خبرة لعقود في مجال الصحافة والإعلام والأدب تجعله ذو نظرة استباقية يرى المستقبل ويقرأ رسائله ويقتبس من الرسائل المستقبلية زبدتها ومضمونها الحتمي لينثرها في الحاضر المعاصر ويفهم كل ذو عقل ودراية أن عاصفة الفنجان لا تسقي أرضاً ولا تطعم بشراً وأن للخبر مصدراً يجري كينبوعٍ حارٍ يُخبرك الحقيقة حتى وإن كانت قاسية.

الاستاذ عدنان الاعجم كأسد غضنفر يقف على مدخل عدن كما يقف ابو الهول على أرض مصر يقف هذا الأسد في أشد المراحل صعوبة من تاريخ عدن لا يتزحزح عن مبادئه وقيمه التي ناضل من أجلها يقف يحمي الوعي للمجتمع من الإشاعات السياسية المحبطة التي تأتي في إطار الحرب النفسية التي تكرس ضد ابناء الوطن عموماً وعدن على وجه الخصوص.

الاستاذ عدنان الاعجم اليوم لا ترغب عدن أن تكون ساحة معركة أبداً ولن ترضى أن تكون فريسة هذه المدينة التي فيها بقايا من لباس الجنة الذي نزل به آدم إلى الأرض عندما دارت الأرض دورتها الأولى كان أول البشر يراقبها لقد أُعجب بها لقد احب الأرض ولعله في نفسه فضلها على الجنة التي خلق فيها وقرر باختياره أن يعصي الله ويأكل من الشجرة لكي ينفى إلى الأرض وتكون ملك له ولأولاده لقد مَلك البشر الأرض وعمروها وكانت عدن مدينة قبل أن يُكتب التاريخ قبل أن يخطو عقرب الساعة خُطوتهُ الأُولى معلناً احتساب اول ثانية من تاريخ الأرض.

لقد كُتبت نُقوش في السماء بأن عدن مهبط الانبياء فمنها البداية ومنها تكتب النهاية بنارٍ تسوق الناس إلى القيامة، عدن تلك المدينة الجميلة أنجبت فرسان الكلمة والحقيقة الذين يدافعون عنها في كل محفل منذ فجر التاريخ وحتى اليوم ومنهم صاحب القلم الشامخ عدنان الاعجم الذي يقف مع رفاق دربه في خندق واحد يدافعون عن مدينة الجمال عدن.

الأستاذ عدنان الاعجم لقد آمن أبناء عدن أن مدينتهم تحفة السماء فهي قبلة الشعراء والأدباء وليست ساحة معركة للأعداء ولا حتى ترغب أن تكون مقبرة لأحد، عدن مدينة الجمال مدينة التسامح والتعايش هي مدينة تقع بين مدن الأرض ومدن السماء أخذت اسمها من الجنات وملئت نفوس اهلها البشارات بأن عدن تحفة خلقها الرب لتكون مناراً للعاشقين.

الأستاذ عدنان الاعجم هو أيقونة عدن التي نقش في روحها الحب لعدن من المهد الى اللحد.. الاستاذ عدنان الاعجم الجندي المجهول للوطن الذي يدافع عن حياضه بكل بسالة لا ينتظر شكراً من أحد، هذا البطل الذي أحب وطنه بصدق يبادله الوطن الوفاء بالوفاء، سيظل يذكر التاريخ القابضين على الجمر لأجل صون مبادئهم وقيمهم النبيلة.