آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-02:57ص

افكارمن وحي اربعينية البروفيسور صالح باعوم بشبوة .

الخميس - 01 يونيو 2023 - الساعة 06:50 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


اتلفت علي مشاغل العمل الروتيني ومشاغل الحياة الاخرى حزمة من الافكار المنبثقة في الذاكرة من وحي حفل تأبين اخٍ من اخوة كثر لم تلدهم امي استشاري الجراحة العامة بمركز بن لاذن الطبي بدبي الخليج البروفيسور  صالح ناصر باعوم رحمة الله عليه والذي نظمه مكتب الصحة والسكان بالمحافظة برعاية كريمة من محافظها الكريم الحكيم اخي الشيخ عوض محمد ابن الوزير  يوم الثلاثاء الماضي في مركز الشاعر الغنائي الكبير يسلم بن علي .
عجزت من جديد عن ترتيب وميضها الفكري الساطع والخاطف في حينه . لكني لم اعذر الذاكرة من عملية التفريط فيها بهذه السهولة ساعيا جاهدا في حثها على للقيام بمسح ضوئي سريع وعاجل عليها ، والانطلاق في لملمت اشتاتها المبعثرة هنا وهناك علها تهتدي للمرام منها ، وهي سيدة العارفين بان للافكار تفلت من عقالها يفوق تفلت ركاب الابل ان غفل الرقيبان عنها العقل والقلب غمضة عينٍ فقط . 
و ظلت محاولاتي على اشدها لاعادتها من يباب الخواء الفكري الذي اعانيه جراء فعل سحرة الفضاء الاكتروني المسيطر على حياتنا والمتحكم بها بدراية  او بدون دراية  .
استعذت بالله من شيطان  نسيانها و اخذت سحائبها الماطرة كثافتها اللازمة للانهمار بتلقائية وسلاسة وبسرعة البرق الخاطف ، فوجدت فاتحتها رحمانية خالصة وتدور  بقية الافكار في فلكها .
واول الافكار التي استلهمتها من الحفل مرتبطة بالوفاء وهو اساس كل ذو خلق عظيم وبانهياره في حياتنا انهارت اركان بنيان وقيم اخلاقنا الاجتماعية الحميدة واختفت معالم دول وكيانات دان لها صولجان الزمان .
اذاً الحفل استعاد بصورة او باخرى قيم الوفاء التي افتقدناها ، ولم نكلف انفسنا عناء البحث المضنٍ عنها حتى استمّرينا عملية توالي سقوط قيمنا الاخلاقية واحدة بعد اخرى واصبحنا في اسفل السافلين رغم علمنا الواسع بدور فلسفة الاخلاق في بناء الحضارة الانسانية المعاصرة للغرب المسيحي  ، التي شيدت اركانها الراسخة في الحياة على مقولة رسولنا العظيم انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ، وهي الخلاصة لجوهر عصورها الذهبية المتواصلة والحافظة لها ، ويكرس بيت شوقي العرب حقيقتها في قوله الخالد .
انما الامم الاخلاق مابقيت 
فانهمُ ذهبت اخلاقهم ذهبوا .
والقت وقفة الوفاء لواحدٍ من رجال شبوة و مراجعها العلمية والطبية الخالدة في حياتها وتاريخها بظلالها الرحمانية على الحضور ورسمت على محياهم علامات الرضى باحياء الأمل في امكانية انعاش القيم الروحية العظيمة لمعاني الوفاء في حياتنا ، وقياس مدى حاجتنا لها اليوم بعد مواصلة الغرب لضربها واقتلاع جذورها من الاساس وبشتى المناهج والاساليب المعروفة ، ولاعزاء لاغبياء العرب والمسلمين العاجزين عن الوصول الى مستواهم الحضاري والرقمي ، او العودة للسير على نهجهم الاسلامي القويم .
تزاحمت الداعيات الايجابية للحفل في عقلي واستحوذت على الاعجاب من اعماق القلوب ، و ما اعظم واجلّ من احياء قيم الوفاء والعرفان لذوي الفضل في الحياة ، وانزالهم منازل .
وتعززت قناعتي بسير المحافظة على طريق الهدى والرشد الحضاري المعاصر في عهد محافظها الحكيم الشيخ عوض الوزير الذي ادهشنا في الاونة الاخيرة بصدق توجهاته لخدمة المحافظة واظهار حبها الحقيقي  وان تعامل معها بطريقة المثل الحضرمي الشهير ( الزين يبطي ) والصدق هو الوجه الاخر والمشرق للوفاء الذي التمسناه في ربط معاليه الاقوال بالافعال ، المؤكدة في احداثه لفارقٍ تنمويٍ ملحوظٍ في قطاعات الخدمات الاساسية  بالمحافظة التي تمضي بخطٍ ثابتة نحو تحقيق انفتاحها على نفسها واعادة ترميم علاقاتها الداخلية وتعزيز روابطها الاخوية فيها ، وحماية نسيجها الاجتماعي الواحد .
وفاجأنا فور خروجه لتو من قاعة احتفالية الوفاء لاربيعينة واحدا من مشاهير الطب والجراحة على المستوى الوطني والخليجي البرفيسور ناصر باعوم بالخروج  بالتوجيه باطلاق اسمه على واحدٍ من الشوارع القديمة والحديثة في مدينة عتق ، تخليدا لنبوغ ذكره في مشاهير الطب والتاريخ . 
وستتخلص المحافظة باعادة هندسة الاخلاق بالسير رويدا رويدا على دروبها المحفوفة بالاشواك والمخاطر من مختلف مظاهر الاختلالات المسيئة لسمعتها ، وسيختفي الواشي و المرتشي والمقصر والمشطر والمنفر منها وسيعمها الامن والسلام الاجتماعي غاية امنيات مواطنيها ، وان ظلت التطلعات الاخلاقية الممكنة التحقيق مرهونة باستمرار برامج عمل قيادتها الحكيمة والتعاون المجتمعي معها في انجاح توجهاتها لاصلاح شانها العام عقب تركم الفشل لقرونٍ طويلةٍ لرسالة مراكز تربيتها الاجتماعية ووقوعها هي الاخرى ضحية لضياع مكارم الاخلاق اسوة ببقية المحافظات وبلدان العرب والمسلمين في مشارق الارض ومغاربها  .
لاندعي المثالية في المحافظة والكمال لله وحده  لا للبشر  لكن نشعر بانها الافضل والاجمل على مستوى محافظات الجمهورية  من كل النواحي التنموية والامنية ، ويمكن ان تضرب الرقم القياسي في احترام حرية الرأي العام مقارنة باوضاع اليمن اليوم .
والحكمة التي استخلصتها من افكار المقالة المتدخلة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بان الامم تدخل الحياة الحقيقة وتخرج منها من بوابة الاخلاق لا غيرها .