آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-10:24ص

مداخلات تثري السيرة الذاتية للأستاذ القدير والمربي الفاضل علي علوي باعلوي

الأربعاء - 31 مايو 2023 - الساعة 01:29 ص

فهد حنش
بقلم: فهد حنش
- ارشيف الكاتب


استعرض منتدى القارة التربوي تاريخ 23 مايو 2023م السيرة الذاتية للأستاذ القدير والمربي الفاضل علي أحمد علوي محمد باعلوي وتم نشرها في العديد من الصحف والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت هذه السيرة تفاعلاً كبيراً من قبل زملاءه وطلابه والأهالي، فتواترت العديد من المداخلات والتعليقات من قبل العديد من الزملاء الذين عايشوه وأضافوا إلى سيرته الكثير من المعلومات الهامة، ونستعرض في هذا التقرير العديد من المداخلات والتعليقات التي قُدمت في منتدى القارة التربوي على النحو التالي:

علاوة الإنتقال حفزت المعلمين للعمل بعيداً عن سكنهم:
استهل المداخلات الأستاذ منصر هيثم بمداخلة اوضح فيها أن الأستاذ علي أحمد أضطر للعمل بعيداً عن سكنه للحصول على علاوة الإنتقال لتحسين وضعه المعيشي وجاء في مداخلته المختصرة مايلي: 
«عرفت الأستاذ علي أحمد باعلوي من بداية عام 1981م وقد تنقل من منطقة إلى آخرى بعيداً عن سكنه، وكان حريصاً على الحصول على علاوة الإنتقال وهي 24 دينار وهي تقارب راتب معلم  يحمل مؤهل إعدادية وبحكم ظروف الكثير من المعلمين الذين توظفوا بمستويات الإعدادية كانت رواتبهم ضعيفة فاضطروا إلى تحمل التعب والعمل بعيداً عن سكنهم من أجل الحصول على علاوة الإنتقال وهي علاوة لا تصرف إلا للمعلمين الذين يعملون في مناطق بعيدة عن سكنهم. 
الشكر موصول للأستاذ طاهر حنش أحمد على السيّر الذاتية التي يكتب عن المعلمين وحرصه وتدقيقه في البيانات وأتمنى من كل المدارس أن يتابعوا الأستاذ طاهر بكل ما يكتب وأن يزودونه بكافة البيانات لتوثيقها. 
نسأل الله تعالى أن يرحم الأستاذ علي وكل المعلمين الذين انتقلوا إلى الدار الأخرة وأن يسكنهم فسيح جناته.»

معلم مثالي بمعنى الكلمة ومهتم بهندامه:
وقدم الأستاذ عادل محمد عمر مداخلة وصف فيها الأستاذ علي أحمد بالمعلم المثالي في كافة شؤون حياته وتطرق إلى علاقاته الاجتماعية مع الأخرين واستعداده أن يستغني عن بعض حقوقه حفاظاً على علاقة الود مع الأخرين وهذا ما جاء في مداخلته: 
«عرفت الأستاذ علي أحمد معلماً مثالياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلم أراه إلا معلم نشيط دائماً منضبط بعمله حتى بعد أن أحيل إلى التقاعد حيث استمر متطوعاً ومهتم بهندامه ومظهره النظيف والمرتب في بيته وفي جميع أعماله.

كان الأستاذ علي لا يحب العشوائية وكان مهتم بطلابه ومتابع لهم أولاً بأول، وملم بمادته ومهتم بالارشفة لأعمالهم والتدوين للاحداث.
كان الأستاذ علي اجتماعي ودمث الأخلاق ومحب للجميع ولا يحب المشاكل أبداً مع أي شخص وكان لديه الأستعداد أن يترك حقه في سبيل عدم الإحتكاك مع الغير.
توفاه الله في ليلة السابع والعشرين من رمضان في عام 1436هجرية في صنعاء بعد عملية استبدال صمامين في الجهة اليسرى من القلب «الصمام الاورطي والثلاثي الشرفات» في المستشفى العسكري في مركز علاج وجراجة القلب رحمة الله تغشاك والدي العزيز وعمي وأستاذي القدير.
الشكر والتقدير للأستاذ طاهر على السرد الطيب للسيرة الذاتية للمعلمين بشكل عام والتوثيق الطيب وتسلسل الأحداث. 
الله يرحم الأستاذ علي أحمد رحمة الأبرار ويغفر له ويجعل قبرة روضة من رياض الجنة.»

المعلم المثالي وصاحب الخلق الرفيع:
وكعادته قدم الأستاذ القدير أحمد عوض علي الوجيه مدير مكتب التربية السابق في مديرية رصد مداخلة رائعة تطرق من خلالها إلى ذكر الكثير من الصفات الحميدة التي تميّز بها الأستاذ علي أحمد باعلوي عن غيره من المعلمين وعن المهارات العلمية والعملية التي كان يتمتع بها وعن الكاريزما التي جعلته محبوباً ويحظى بتقدير الجميع وهذا نص المداخلة: 
« الأستاذ علي أحمد علوي المعلم النموذجي في الإخلاص والاجتهاد، والتربوي القدير صاحب الخلق الرفيع. 
فقيدنا رحمة الله عليه من الذين حباهم الله بصفات لا يمتلكها إلا القليل من الناس لقد كان رجل متواضع وخلوق وهادئ وبشوش وصاحب قلب سموح ودائم الابتسامة ومرح وكانت علاقاته حسنة مع الجميع.
كانت قدراته المعرفية والمهارية التي اكتسبها من خلال التأهيل و تطوير كفاءاته وخبراته هي التي مكنته من أن يطلق عليه المعلم المثالي حيث كان يعمل بإنسجام وبمهارات مقتدرة في تنفيذ عملية التدريس، وهو الأستاذ الذي تغلب على صعوبات الاستقرار والتنقل في أكثر من مدرسة حتى استقر به الحال في مدرسة رخمة، وكان لا يكل ولا يمل في تأدية واجباته التعليمية والأنشطة المدرسية المختلفة، وكان من أفضل معلمي اللغة الإنجليزية للصف الخامس من مرحلة التعليم الأساسي تخطيط وتنفيذ وأداء ومستوى استيعاب الطلاب للمادة التعليمية التي يدرسها ومحقق أفضل نتائج التحصيل الدراسي لطلابه، وتخرج على يديه المئات من أبناء المنطقة.

كان الأستاذ علي أحمد علوي ممن يشار إليهم بالبنان، ومن المعلمين الذين يحظئون بحب وتقدير زملائهم المعلمين والإدارات المدرسية والتربوية، وكان إذا أقبل لأي مراجعات في إدارة التربية يلتف حوله الزملاء في الإدارة إبتهاجاً بقدومه لأنه يحب النكتة ويتبادل أطراف الحديث بتواضع ويرتاح له الجميع ويحبونه، وكان يحظى بتقدير واحترام طلابه وزملاؤه بالعمل وكل من عايشه وعمل معه.
ومن طرائف حواراتنا معه في أحد زيارتنا والأخوة في فريق التوجيه الفني لمدرسة رخمة عندما يتم التأكد من خطط المواد الدراسية للمعلمين طلبنا منه خطته فكانت على مستوى راقي من جمالية الترتيب وتوزيع المادة وتزمينها فابلغناه أن ماخطط له اقتصر على المقرررات فقط ولم يشتمل على كل المنهج المقرر بالكتاب للدراسة فقال: يا أستاذ نريد أن نحقق الهدف ونحصل على نسبة عالية بالتنفيذ للخطة الدراسية.
كان معلماً موهوباً ويمتلك مهارات جعلته من أفضل معلمي المدرسة وكان مدرسة في العمل والأخلاق والنشاط.
 كلنا امل ان يتم انصافه وزملاؤه المعلمين الأموات منهم والأحياء في إعادة النظر بتسوية وتقييم درجاتهم الوظيفية ومعاشاتهم التقاعدية التي أصبحت لا تفي بادنى متطلبات أسرهم وهذه توصية نتوجه بها للمعنيين في الجهات الرسمية والأهلية للإهتمام الكافي بأولئك الذي بذلوا ما بوسعهم في تنشئة وتعليم أجيال متعاقبة من كوادر المنطقة في مختلف المجالات، والذي يعود الفضل بعد الله عز وجل لأولئك المعلمين المخلصين الذي لاشك أن أجورهم عظيمة أن لم تكن عند الناس فعند رب العباد.
ربنا يتقبله بواسع رحمته ومغفرته ويسكنه فسيح جناته وكافة من فقدناهم من المعلمين وكل موتانا وموتى المسلمين أجمعين.»

عندما تختلط البسمة بالحسرة:
وكان لجماليات التعبير والبلاغة حضوراً من خلال مداخلة الأستاذ القدير صالح شيخ سالم الذي طالب الزملاء في بدابة مداخلته التمعن والإتعاظ من سيرة الأستاذ الراحل علي أحمد باعلوي مستدلاً بأبيات شعرية، وناشدهم بإنصاف المعلمين الذين تعرض سيرهم بإثرائها.. ثم تحدث عن مناقب الفقيد الأستاذ علي أحمد والصفات التي كان يتحلى بها والظروف المعيشة الصعبة التي كان يعيشها وإخلاصه وتفانيه في العمل وعلاقاته مع زملاءه وهذا نص المداخلة: 
«أخوتي الأحباء وزملائي الأعزاء في هذا المنتدى الطيب ( منتدى القارة التربوي ) أحببت أن ابدأ تعليقي هذا على سيرة المغفور له بإذن الله الزميل العزيز الأستاذ علي أحمد علوي بهذه الأبيات الشعرية آملاً أن نقرأها بتمعن ونتعظ بما تحمله بين ثناياها في صدرها وعجزها وقافيتها ورويها. 
لعَمرُكَ ما الدُنيا بِدارِ بَقاءِ 
كفاكَ بِدارِ المَوتِ دارَ فَناءِ
فلا تَعشَقِ الدُنيا أُخَيَّ فَإِنَّما
ترى عاشِقَ الدُنيا بِجُهدِ بَلاءِ
حَلاوَتُها مَمزوجَةٌ بِمَرارَةٍ
وَراحَتُها مَمزوجَةٌ بِعَناءِ  
وقبل أن أستهل تعليقي على السيرة الذاتية هناك وقفة تأمل بسيطة يجب أن نستدركها جمعيآ وهي: 
أخذ موضوع السير الذاتية بموضوعية وإعطاء كل ذي حق حقه وفقاً ومعرفتنا المباشرة أو غير المباشرة لهذه الشخصية أو تلك، فهذا المنتدى فيه العديد من الكوادر التربوية المرموقة والقادرة على الإثراء والتعبير الراقي برقي ثقافتهم وخبراتهم التربوية على مستوى المديريات الثلاث سرار، رصد، سباح.
ولا نعتقد أنهم سيبخلون بالتعليق على سيرة أي زميل لهم لأننا نثق بأنهم أصحاب مكارم أخلاق، والكلمة الطيبة صدقة. 
قال تعالى : ( الم ترى كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء..) .
وأوصانا النبي عليه الصلاة والسلام بالعديد من الأحاديث الشريفة عن أثر الكلمة الطيبة في نفوس الآخرين.

لن أطيل عليكم الحديث كثيراً فأنتم يقتدى بكم ونستفيد من مداخلاتكم ونوقر ونقدر الجميع دون أستثناء.
وعودة على ذي بدء نعود لسيرة الأستاذ علي أحمد علوي والذي قد أستهليت مقدمة مداخلتي بعنوان وبعض الأبيات الشعرية ليس جزافاً أو تنميقاً في العبارات والكلمات بل أشير بما كتبته إلى مدلولات. 
تعرفت على الأستاذ علي في مدرسة الشهيد راجح سيف ( الشعب) وكان يشكل ثنائي متميز مع الأستاذ ناصر حسين عاطف في الأداء والإلتزام والمثابرة، فالبرغم من شظف العيش ومرارة الظروف إلا أن هذين الشخصين كانا يشكلان عنواناً للإبتسامة والمرح والعطاء والإخلاص والوفاء في عملهما ولن أسهب فيما يتعلق بالأستاذ ناصر والذي تعرضنا لسيرته الذاتية في فترة سابقة ولكننا فقط سنعرج على سيرة الأستاذ علي والذي كان يضع مصابيح الأمل تنير طريقه الوعر ويستبدل الأشواك بتنشأة الأزهار وأقصد هنا في أنه كان يبذل جهود مكثفة لتحقيق نجاح في أدائه لمادته الدراسية براءة للذمة ومراعاة للضمير، وكان يحذوه الأمل بأن كل جهوده ستثمر بلفتة كريمة مستقبلية له ولكل زملاءه من مواقع القرار التربوي وذلك لتحسين وضع المعلم وأعطاءه مكانة تليق به مادياً ومهنياً.
ترك منزله وأهله وأولاده في هجرة داخلية بحثاً عن الحافز المالي الذي يعينه على إدارة أمور حياته الأسرية ومن أمثاله الكثير.. غير أن مصابيح الأمل بدأت تنضب وينفد الزيت المغذي لها فتهاوت قيمة المعلم والتعليم وأصبح البعض ينظر للمعلم بأزدراء لأن دخله في أدنى مستوياته، وبدأ العمر يجري والطاقة العطائية تقل والصحة تتدهور، فتحولت بسمات الأمل إلى حسرات الندم حتى لفظ الأستاذ علي أنفاسه الأخيرة دون أن يرى بصيص أمل فيما هو قادم ومن أمثاله كثير، وها نحن نرى العديد من الزملاء طرحى أسرة المرض عاجزين عن الحركة لا حول لهم ولا قوة، ومن لا يزال بصحة طيبة أرهقته هموم الحياة وشحة المعيشة وأصبح يستلم راتبه الشهري كأنه يستلم إعانة وكأنه لا يقدم أي دور في الحياة. 
فهل نبخل على هولاء الزملاء بالتعليق بالكلمة؟
الجواب عندكم أيها الزملاء.»

اتصف بالأخلاق والتواضع والابتسامة:
وقدم الأستاذ عبدالفتاح أحمد شيخ مداخلة وصف فيها الأستاذ الراحل علي أحمد علوي انه مثالاً للأخلاق الفاضلة، وعدد بعض الصفات الحميدة التي كان يتمتع بها منها التواضع والابتسامة والمرح وحب الطلاب والمعلمين له وهذا نص المداخلة: 
«كان أستاذنا القدير علي أحمد باعلوي مثالاً للأخلاق الفاضلة، وكان صاحب الابتسامة الدائمة والمرح والنكتة، وكان يتمتع بسرعة البديهية في الرد أو التعليق على أي موضوع، وكان محبوب من قبل المعلمين والطلاب لما يمتلكه من أخلاق وتواضع.  
أنا من طلاب الأستاذ علي أحمد درسني اللغة الانجليزية وبعد تخرجي وتوظيفي صرنا زملاء في العمل في مدرسة الشهيد يسلم حسين سالم وبعد تعييني مدير للمدرسة ومن باب المزح لتلطيف الجو بطرفة من ردة فعله قلت له: يا أستاذ علي تحرك على حصتك وإلا غيبتك.
قال: أسمعوا أسمعوا وجماعة عاد أنا قبل سنتين بقول له يخرج يبول ويرجع بسرعة واليوم قده يغيب ابو هاني.
اشكرك أستاذي الفاضل الحاج طاهر حنش على ما تقوم به من جهود من أجل اتحافنا بسير معلمينا الأفاضل الذين قدموا لنا كل ما بوسعهم من خبرات للأجيال التي تتلمذت على أيديهم.    
الله يرحم أستاذي أبو هاني ويغفر له ويسكنه روضة من رياض الجنة»

تميّز بسرعة التعرف على المعلمين والطلاب:
وشارك الأستاذ أحمد عبدالله أحمد سعيد بمداخلة مختصرة ذكر فيها بعض مميزات الأستاذ الراحل علي أحمد منها علاقاته الطيبة مع المجتمع المدرسي وتعرفه السريع على الطلاب والمعلمين وإجادته لصناعة النكتة وهذا ما جاء في مداخلته: 
«الأستاذ القدير علي أحمد باعلوي تميّز بعلاقته الطيبة مع الإدارت المدرسية والمعلمين والطلاب، وكان يجيد النكتة، وكان يتميز بسرعة التعرف على المعلمين والطلاب، وكان مثابر في عمله والانشطة الصفية واللاصفية، وكان يحرص على حضور الطابور الصباحي حتى في المدارس التي كانت بعيدة عن سكنه. 
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.
الشكر للأستاذ طاهر حنش أحمد على الجهود التي يبذلها في إخراج سير المعلمين ونقول له جزاك الله خير وبارك الله فيك وجعل هذه الجهود في ميزان حسناتك، والشكر موصول للجندي المجهول الذي يبذل جهود في توثيق السيّر الأستاذ فهد حنش.»

وعلق الأستاف فهمي علي أحمد على السيرة الذاتية لوالده والمداخلات عليها بالتعليق التالي: 
«كان لنا الأستاذ علي أحمد علوي الوالد والمعلم والقدوة الحسنة، وكان فراقه علينا صعب، ولكن هذه مشيئة الله وسنة الحياة.. 
الشكر موصول للوالد والمعلم الأستاذ القدير طاهر حنش الذي بذل جهود في كتابة السيرة الذاتية للوالد، والشكر موصول للأستاذ القدير والصحفي اللامع فهد حنش عبدالله، والشكر لكل من ساهم في إخراج السيرة الذاتية لوالدي المرحوم علي أحمد، والشكر لكل من علق أو مر على سيرته العطرة ودعى له.. 
الله يرحمك يا والدي ويجعل مثواك الجنة مع الأنبياء والصديقين والصالحين..
اللهم أجعل القبر الذي هو فيه روضة من رياض الجنة..»