آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-09:31ص

مبارك أردوغان.

الأحد - 28 مايو 2023 - الساعة 10:36 م

يحيى الأحمدي.
بقلم: يحيى الأحمدي.
- ارشيف الكاتب


مثلما يستحوذ أردوغان على إعجاب مؤيديه، فإنه ينتزع الإعجاب ذاته من خصومه، فرجل يتمتع بقدرات هائلة، وذكاء خارق، ودهاء في التعامل مع مختلف القضايا، لهو جدير بالتقدير المتجرد عن أي مصالح شخصية..

هذا الرجل هو سر النهوض المتسارع حينما حول طموحاته وأمنياته، ووعوده وتعهداته إلى واقع ملموس، وانتشل بلده من حال الرجل المريض إلى مصاف الدول المتقدمة، وطرق أبواب تطورات العصر ، واخترق محظورات الاستبداد العالمي  بكل حكمة وحنكة واقتدار..

أردوغان، ليس كالقيادات الورقية، والأسماء الهشة، إنما مدرسة في الإدارة والإرادة، وقائد حمل المسئولية بكل شجاعة ووضوح، فلم يجعل من جوهر الإسلام وتعاليمه منصة لمشاريع العبث، ولم يتخذ من نصوصه مبررات للفشل، ولم يركن إلى الراحة والنعيم متكئا على ما تجود به مخارج القضاء والقدر  المجهزة في قوالب لتغطية الإخفاقات، إنما جعل من الإسلام منهجا عمليا في النهوض والبناء والتنمية، بعد أن غادر أسواق بيع الوهم، ومربعات أحلام السراب وأمنيات الزيف، متجاوزا خزعبلات نظرية المؤامرة، عاملا بكل أسباب الصدارة، متجها نحو التخطيط والعمل والمنافسة والبذل والعطاء.

ومثلما لا يمكن لعظيم أن يصغر في عينه أردوغان مهما كان اختلافه معه، فإنه لا يمكن لصغير أن يكبر في عينه أردوغان، مهما كانت منجزاته. لكن النماذج الناجحة عصية على التجاوز، والتجارب الفريدة تستحق الاحتفاء والخلود