آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-11:53م

الفرج القادم من الشرق!!

الجمعة - 26 مايو 2023 - الساعة 09:39 م

صبري عفيف العلوي
بقلم: صبري عفيف العلوي
- ارشيف الكاتب


إن أرض الجنوب ولادة للقيادة والزعماء والسياسيين، فكلما ازدادت الشدائد والصعاب أمام طريق قضيتنا أنبرى لها أحد أبناءها الأبرار،  ليستكمل حلحلة حلقات صعب فتحها، فالفرج ابن سالمين البحسني القادم من شرق الجنوب حاملا راية الوطن برفقة زميله القائد عيدروس الزبيدي، شكل حضوره وبقوة ثنائية لمواجهة الصعاب التي تحدق بالجنوب، فقد أنطلق القائدان معا، لتكفيك شفرات ورموز سياسية كانت مغلقة، مفاجئين الجمع بخطواتهما المباركة، فبعد أن رتبا البيت الداخلي وأكملا اللقاء التشاوري الأول، انطلقا كالسهم في عقد اجتماع الجمعية الوطنية الجنوبية في مدينة المكلا حضرموت التاريخ، وقد كانت تلك المحطة هي المحور الرئيس في تأكيد خطواتهم القادمة، فحين تأسست مداميك البنية الداخلية وانضبطت البوصلة نحو الهدف، واصلا مشوراهما في الخارج فكان الفرج البحسني القادم بقوة قد التقاء برئيس لجنة الحوار الخارجي، ثم اجتماعات أبناء حضرموت في الرياض، شارحا لهم إنجازات المرحلة الماضية موضحا مهام الخطوات القادمة، لبناء الجنوب وحضرموت واستكمال بناء الدولة المدنية ونيل كافة الاستحقاقات التي انتظرنا شعبا طويلا.
الفرج ابن سالمين البحسني أجاد لعبته السياسية ورمى الكرة إلى ملاعب الخصوم والمعارضين للمرحلة القادمة ووضعهم أمام خيارات كلها صعبة..
- خيارات للمجلس الرئاسي - خيارات للقوات العسكرية في صحراء ووادي حضرموت 
_ خيارات لأبناء حضرموت الذين يعارضون الخطوات التي تتطلبها المرحلة
وفيما يخص خيارات الرئاسي أما أن يسلم منفذ الوديعة وإدارة المحافظة لأبناء أو الاستمرار في تعليق عضويته في المجلس، وأما فيما يخص خيارات المنطقة العسكرية فخروجها او التصعيد أكثر وقد يؤدي إلى فكفكة مجلس الرئاسة بالكامل وذلك من خلال انسحاب باقي الأعضاء الزبيدي والمحرمي، وأما فيما يخص خيارات أبناء حضرموت والجنوب المناهضين لهذه الخطوات فهو الدخول في شراكة مع الجنوب ومناهضة مشروع صنعاء أو خيار مواجهة اهلهم في حضرموت والجنوب.
كل تلك الخيارات التي رسمها القائد الفرج البحسني جاءت بعد ثلاثة أحداث مهمة وهي:
١- تعلق عضويته في مجلس الرئاسي المؤقت، نتيجة عدم تجاوب المجلس الرئاسي مع مطالب حضرموت المتوافق عليها في اتفاقية ومشاورات الرياض
٢- قيامه بزيارة خارجية ناجحة شملت عدد من الدول العربية لمناقشة بعض القضايا المهمة وترتيب البيت الحضرمي والجنوبي من الداخل .
٣- قرار تعيينه نائبا لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ضمن الهيكلة التي أجراها المجلس في هيئاته القيادية والتنفيذية وذلك بعد عملية الحوار الوطني الجنوبي التي جرت في مطلع شهر مايو الجاري.
كل تلك السياسات رسمت بدقة فحين صار  اللواء البحسني عضو مجلس القيادة الرئاسي معلق عضويته اتاحت له المساحة التحرك بأريحية بينما منحت له شرعية الانتقال والتنقل كنائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أن يكون الرجل الثاني في المشهد وهذا ما يجعله يصنع انتصارات سياسية في المرحلة  القادمة، فقد صرح في منتصف شهر مايو أن  غيابه عن حضرموت، والجنوب لم يكن لرحلة سياحية، بل كان لمعالجة بعض الملفات السياسية المهمةوالمهمة جدا، مفصلا طبيعة تلك المهام بقوله: " مهمة لحضرموت مهمة للجنوب مهمة للوطن" وكل تلك الملفات التي تتطلب حلول لمعالجتها.
مما سبق تبين أن هناك مرحلة جديدة تتبلور في المشهد السياسي الجنوبي واليمني، فقد تجلت بوضوح من خلال تحرك القيادات السياسية الجنوبية التي ترتسم ملامح المرحلة، حيث أن ما صرح به في فعاليات شهر مايو ابتداء باللقاء التشاوري وما تلتها من هيكلة وتوافقات سياسية ومرورا  باجتماعات حضرموت وما نتج عنها من نتائج مهمة ووصولا إلى لقاءات الرياض وما توصلت إليه من تلامح وطني جنوبي كل تلك التحولات في المشهد السياسي الجنوبي جاء متواكبة لتطلعات شعبنا في الجنوب.و مما يؤكد على أن الجنوب قادم على مرحلة جديدة تتطلب تكاتف الجميع نحو الهدف المشترك لأبناء الجنوب.