آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-11:24ص

اين تكمن مأساتنا التي نجترها لسنين ..؟

الإثنين - 22 مايو 2023 - الساعة 05:58 م

عبد الفتاح العودي
بقلم: عبد الفتاح العودي
- ارشيف الكاتب


الغرب ومعظم قارات العالم اروبا ، آسيا معظم افريقيا استراليا ، معظم عالم المعمورة أصبحت الحروب والصراعات في حكم المسألة المنسية والكارثة الممقوتة ، لأنهم ادركوا أن الحروب هي السرطان الناهش لتطور وامان ونهضة الشعوب واستنزاف الخيرات والعودة إلى الخلف عقودا وعقودا ، أوروبا عانت من الحروب الدموية والصراعات في القرن السادس عشر بينما كنا في قمة النهضة العلمية والمدنية الحديثة ..مشردو الحروب الجهنمية الاروبية نزحوا إلى البلدان العربية العراق والشام ومصر قاهرة المعز .
العقل الاوروبي والحكمة الاوروبية بعد كومونة باريس والنهضة الاوروبية التي أتت انعكاسا لدراسات المستشرقين والارساليات الاوروبية التي أتت إلى الجامعات العربية الاسلامية في كل من مصر والعراق وسوريا حتى مدينة زبيد اليمنية .
تلك الارساليات العلمية الاتية من بلاد الانحطاط الاقتصادية والحروب العبثية عادت تحمل علوم الشرق الاوسط واول خطة اختطها حكماؤهم وقادتهم كانت البناء والاعمار والتعليم والصحة والصناعة والابتكار وجعل مأساة وعبثية الحرب العالمية الثانية آخر مطاف الحروب الاوروبية ولا حرب بعدها أبداً ، صيغت الدساتير الثابتة وجعل فترة الرئاسة دورتين لا تتجاوز الثماني سنين ، انطلاقا من دراسة سيكلوجية في هوى النفس الانسانية وعلى النرجسية التي تصيب المرء إن اجتاز الثماني سنين حيث يتعلق بالمنصب ويستميت فيه ويتوحد معه نفسيا وحياتيا وخصوصا إذا احيط بهالة من التبجيل والتمجيد والزعامة والقيادة والحكمة ..وما تلقى عليه من هالة التمجيد الاعلامي حتى يرى نفسه صفوة الصفوة  ويخدع مجتمعه ونفسه بانه قد وهب حياته ونفسه لقيادة وزعامة هذا البلد أو ذاك - المنحوسة به - ويجند البطانة الفاسدة والالة الاعلامية المنافقة للتعظيم والتزعيم له وجعل خزينة الدولة رهن الانفاق على تحقيق تلك الغاية والحقيقة أنهم مانذروا أنفسهم محبة للوطن وتضحية من اجله ، بل بلغوا حد الوقوع في حالة النرجسية وعشق السلطة والاستماتة من اجلها ، والعجيب أن خبثاء الغرب وغيرهم ممن خلصوا إلى الحاكمية الديمقراطية الحقة والدساتير الوطنية الثابتة يدركون علل قادتنا وعللنا ويشتغلون علينا لمعرفة حالنا وخبايا وخفايا زعمائنا الذين هولناهم وكبرناهم واصطفيناهم ، حيث يدركون أنهم ليسوا سوى زعماء من ورق واكثر تقدير من خرق ، ولذلك سلطوا جاسوسية ويكلكس ووثقوا هناتهم وزلاتهم وجرائمهم وفسادهم وربما خصوصياتهم لتكن هراوة تستعمل وقت الحاجة بعد استنزافهم خدميا ومؤامراتيا على شعوبهم وبلدان بعضهم بعضا .
لقد ادرك الغرب أن عودة حروب أوروبا القرون الوسطى مستحيلة تماما ، لكن لابأس أن يكون الشرق الاوسط وما عمه الفساد من افريقيا مسرحا للحروب العبثية المباشرة أو بالوكالة ، هناك مصانع سلاح ووسائل تدمير من اليات حربية وغيرها يعتاش منها عمال وموظفون وتدر مليارات الدولارات وانسب مكان لهمجية القرون الوسطى هو الشرق الأوسط ساحة الحرب والقتال والصراعات والمؤامرات والخيانات وتجار الحروب والازمات والمرتزقة والشخصيات التسويقية الانانية والمليشيات والجماعات الارهابية ، ولذلك اصبحنا في منطقة الشرق الاوسط مسرحا الاستنساخ همجية الغرب ، لكن في القرون الوسطى ، وبطريقة أو باخرى هناك من يستفيد من صراعنا وهمجيتنا ويسخر منا المتابع الحذق يدرك ذلك من خطابات بعض زعماؤهم وعلى سبيل المثال ما كان يبوح به ترامب هو البوح للعقلية الغربية والانطباع الذي يحملونه تجاهنا لا تعتبروا خطابات ترامب التي كانت تهريجا أو بوحا عنجعهيا أنه خلاصة المسكوت عنه من نظرة الغرب إلى حالنا نحن ساكني معمورة الشرق الأوسط المنطقة ذات المتناقضات العجيبة الغناء والبذخ والثروة والفقر والحرب والسلام والمؤامرة والنضال والقتال والارتزاق والارهاب والخيانة والدمار وسوق النخاسة السياسية ، ونحن من اوصلنا لهذا المستوى نتيجة لغياب الديمقراطية الحقيقية والحكم الرشيد ووجود البطانة الفاسدة التي تحيط بقادتنا ومن نطلق عليهم زعماءنا .
الغرب لايفكر سوى بمصلحته ، الغربي اناني في محبته لوطنه ويؤثره على اهوائه ومطامعه وان طمع فلا يجد مكانا غير البلدان التي قادتها زعماء هوى ومن ورق حيث تنعدم فيها القيادة الرشيدة والفكر السليم ، وهذه الحرب العبثية في بلادنا لاتنعدم أن تكون أساس شعلتها ودخان نارها وقرارها بيد من بلغ نصيبهم منها بلايين الدولارات وغذوا شعوبهم وانقذوا خزينة ازماتهم المالية من معين خزائن الموجهين لهذه الغاية بالوكالة من حيث يستدرجون ، كما استدرج الزعيم صدام حسين لغزو الكويت بتفاهمات مع بوش الأب ثم كانت الشبكة التي القيت في بحر استدراج صدام العنيد واصطياد العراق ..إلا ليت شعوبنا تفقه وتعلم وتعمل بمافقهت وعلمت وحذرت ، لكن اشكاليتنا تندر منها رئيس وزراء اسرائيل مناحيم بيجن حين قال العرب لا يقراؤون واذا قرأوا لا يفقهون ما يقرأؤون وتلك هي مأساتنا .