آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-11:53م

الحوار الجنوبي.. بداية الطريق خطوة

الجمعة - 12 مايو 2023 - الساعة 06:02 م

عمر الشيابي
بقلم: عمر الشيابي
- ارشيف الكاتب


 انتهى مؤتمر الحوار الجنوبي الذي دعاء إليه المجلس الانتقالي والذي جاء نتاج لحوارات ونقاشات طويله قاما بها فريقا الحوار في الداخل والخارج مع كثير من المكونات والأحزاب والشخصيات الجنوبية تمخض عنها مؤتمر الحوار الجنوبي الذي انتهى الاثنين الماضي بمخرجات بين مؤيد ومعارض لها!

نجح الحوار الجنوبي في أنه وضع الجنوبيين في بداية الطريق الصحيح والذي كما يقال بداية الطريق أو بداية الالف ميل يبدا بخطوة وهو أنه ليس أمام كل الجنوبيين بكل انتماءاتهم ومشاربهم السياسية من خيار لحل جميع مشاكلهم ولملمة شملهم وتوحيد الصف والجهود لإستعادة دولتهم ليس أمامهم غير الحوار مع بعضهم البعض وقبول كل منهم للآخر ونسيان الماضي المؤلم الذي عشناه جميعاً خلال العقود الماضية من عمر الثورة الاكتوبرية وفي كل منعطفاتها وهذا بعرفه الجميع ونبذ الخلاف والكراهية والأحقاد فيما بينهم ونشر روح التصالح والتسامح بكل صدق وإخلاص ومحبه.

نعم وهذه حقيقة تغيب عن هذا الحوار كثير من الشخصيات الوطنية الجنوبية التي لها ثقلها السياسي ومكانتها الكبيرة والمؤثرة في الشارع الجنوبي منها من ابتعد عن السلطة ومنها من له انتماءه الحزبي في هذا الحزب أو ذاك لكنهم تغيبوا عن هذا الحوار وفقا لقناعاتهم. كما تغيبت كثير من الأحزاب والمكونات السياسية والقبلية ومنظمات مجتمع مدني البعض منها له حضوره وشعبيته في الشارع الجنوبي التي لا ينكرها أحد. كل هؤلاء لا شك أن الحوارات الجانبية التي قاما بها فريقا الحوار لم تكن كافيه معهم ربما لعامل الوقت أو أن فيها شيء من الخلل بحيث لم تؤتي بالثمار المطلوبة كما يقال.!

أي كانت نتائج الحوار أو مخرجاته واي كان الإجماع عليها من قبل الشارع الجنوبي مرضي للمتحاورين أو غير مرضي. يبقى الحوار بحد ذاته اللغة الأفضل لنا كجنوبيين لحل اي مشاكل او خلافات بيننا وللملمة الشمل وتوحيد الكلمة والصف استعداداً لمرحلة حوار قادمه يستطيع من خلالها كل اليمنيين وضع نهاية لهذه الحرب ولكل مشاكلهم وقضاياهم التي يعانون منها والتي جرتهم إلى صراعات وحروب داخليه دمرت كثير من المؤسسات والمصالح الحكومية والخدمات التي بنوها قبل الوحدة المغدورة!

أن الاستمرار في الحوار فيما بين الجنوبيين هو المطلوب وان لايقف المتحاورين عند هذه النقطة أو عند مخرجات هذا الحوار. وان يكون فريقا الحوار على مستوى عال من المسؤولية الوطنية ولديهم القدرة على محاورة الآخر ليس على قاعدة فيما عندي أو فيما هو مطلوب منه أن يحاورني فيه. بل على ما عند الآخر أيضاً من رؤى وافكار وحلول لكل القضايا والأزمات التي نعاني منها ونبحث لها عن حلول سوى فيما يخص استعادة الدولة الجنوبية بحدودها المتعارف عليها دوليا أو فيما يخص شكل هذه الدولة وبناء مؤسساتها وخدماتها كضرورة ملحة!

نؤكد مرة اخرى أنه لا سبيل للجنوبيين من الحوار ومن تقديم التنازلات لبعضهم البعض وان كانت مؤلمه وان الوطن يتسع للجميع وان المشاركة في السلطة والثروة حق لكل الجنوبيين لا يمكن لأي مكون حزبي أو جماعة سياسية أو منطقة أو غيرهم منعه على الآخر. وان تعلو لغة العقل والتسامح والتصالح والسلام والمحبة بين الجميع وأن يبتعد الكل عن التخوين لبعضهم البعض وتوزيع صكوك الوطنية ومن ليس معي فيما اريده فهو خائن وضدي ولا حوار معه ويكفي الجميع ما عاناه في الماضي القريب بسبب ذلك!

ليستمر الجميع في الحوار وفي تسامحهم وقبولهم لبعضهم البعض لكي يصل الجميع إلى الغاية والهدف الذي يسعون له وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة. والله الموفق.