آخر تحديث :الأربعاء-18 سبتمبر 2024-04:30م


الحوار الوطني الجنوبي.. المسار الحقيقي لإستعادة الدولة ، والحفاظ على النسيج الاجتماعي.

الخميس - 11 مايو 2023 - الساعة 12:00 ص

قاسم المسبحي
بقلم: قاسم المسبحي
- ارشيف الكاتب


قاسم المسبحي

بكل بساطه ، وسهوله ،ويسر , يجب  إجراء حوار شامل بين كل المكونات الجنوبية والشخصيات الاجتماعية المؤثرة والقيادات الأمنية والعسكرية والسياسة في الداخل والخارج  لحل كل الأزمات والاختلافات على الساحة الجنوبية وما دعاء إليه سابقآ، وقام به  المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخراً في العاصمة عدن خطوة جبارة وهي مطلب شعبي نحو إستعادة الدولة والحفاظ على النسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.  وعلى الجميع إدراك الخطر القادم خطراً وجودياً ومستداماً يمس الجغرافية والديموغرافية الجنوبية.
من خلال الفترات السابقة يمكننا أن نلاحظ بسهولة التهديدات التي طالت الجنوب أرضا وشعبا ، وذلك من بعد الاستقلال عن الاستعمار البريطاني عام 1967م مروراً بكل الحكومات والمسميات والصراعات السياسية على الساحة الجنوبية، حتى قيام الوحدة الاندماجية عام 1990 م وما تبعها من صراعات وتغييرات على المشهد الجنوبي ، إضافة إلى ذلك التغيير الثقافي الذي أحدثه نظام صنعاء السابق في المجتمع  الجنوبي من خلال إلاقصاء والتهميش وتسريح شريحة واسعه من الجنوبيين من أعمالهم ، ومنع الجنوبيين من الوصول إلى حق المناصفة في السلطة والرأي .حيث كان هنالك العديد من السياسات الممنهجة التي اتخذها النظام السابق في صنعاء والحكومات المتعاقبة  منذ حرب صيف 94 ضد القيادات الجنوبية .

بمعنى آخر أنه كانت هنالك قوى داخلية وخارجية تتمتع بنفوذ واسع على الساحة السياسية، والاجتماعية الجنوبية المتشكله في عدن قبل وبعد الاستقلال  وتكون مرتبطة ومرهونة بالخارج ونظام صنعاء، هذه التشكيلات كانت تبتز بشكل أو بآخر أصحاب القرار في الجنوب لمنعهم من إصدار قرارات بدولة الجنوب وحقوقها  إلى جانب تمكين الخطوات اللازمة لعزل الجنوب على محيطة العربي والخليجي  ، وهذا الأمر كان مرتبط بموسكو وصنعاء بشكل أو بآخر.

معروف أن الشماليين القوميين والاخرين بمسمياتها  السياسية والاجتماعية النافذة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي في دولة الجنوب قبل الوحدة وهم كانوا المسؤولين عن زرع التعقيدات في المجتمع الجنوبي والانقسامات وظل دولة الجنوب مربوطة بنظام في صنعاء من خلال ادواتهما في الجنوب وهذا الأمر انعكس سلبياً على الاستقرار السياسي في الجنوب ، ومازالت مستمرة حتى الآن.

أما المطلوب من الجنوبيين اليوم فهو الوعي بخطر الماضي وهو خطر وجودي كلي وليس خطراً تكتيكياً عابراً تنتجه التحولات السياسية التي تمر بها المنطقة وهذا الوعي تنتج عنه سياسات متفقة بين كافة الأطراف والمكونات على الساحة الجنوبية ، يعني بالدرجة الأولى يجب أن تتم إزالة كل الشوائب التي خلفها العهد القديم والسابق في المجتمع الجنوبي ، وبالتالي لكي يتفق الجنوبيين على كافة المشاكل العالقة بينهم ومن ثم الانتقال إلى بناء الدولة الجنوبية المدنية ، يعني نحن لن نستطيع استعادة دولة الجنوب إن كنا منقسمين على أنفسنا، أو عالقين في حساسيات داخلية قديمة يجب تجاوزها يتصالح والتسامح .

أما الآن فهنالك مشروع  المجلس الانتقالي الجنوبي لدمج هذه المكونات الجنوبية ووضعها تحت مجلس موحد ، وهنالك نوع من الاتفاق بين مجموعة كبيرة من التكتلات الجنوبية و الأطراف على استعادة دولة الجنوب وتوحيد الجهود ورص الصفوف وهذا مارائناه في العاصمة عدن مؤخرا والدور الكبير الذي قدمة المجلس الانتقالي الجنوبي لإنجاح هذا الحوار وهذا الشي لاقاء ترحيبا واسعا على الساحة الجنوبية وهذا مطلب شعبي ضحا من أجله الشعب الجنوبي بخيرت أبناءه من بعد حرب صيف 94 حتى وقتنا الحاضر.
التسامح والتصالح، من بين القيم الإنسانية الأصيلة والنبيلة الذي قدمها الحراك الجنوبي السلمي لشعب الجنوب وقيادته . ولا شك  في أن التحديات اليوم الكثيرة المتسارعة والمزايدات التي يمر الجنوب  تتطلب ضرورة الحوار والمصالحة الوطنية وترسيخ وتفعيل التصالح والتسامح وقبول الآخر كما تدعى إليها الحراك الجنوبي السلمي من أول ، واليوم المجلس الانتقالي الجنوبي يعود إلى المسار الصحيح ويعمل على تصحيح كل الأخطاء الذي وقع فيها .

أن ما رأيناه في حوار عدن وما آل إليه يحقق مصالح وطموحات وآمال أبناء الجنوب ، بعيدا عن أي مزايدات واقصاءت، وخاصة في ظل الاختلافات  التي تشهدها الساحة السياسية الجنوبية ، والتي تتطلب مزيد من الحوار ومزيد من التنازلات من أجل وحدة الصف والكلمة وتضافر الجهود للحفاظ على أمن واستقرار الجنوب واستعادة الدولة. ويجب الاستفاده من ما حصل في الماضي من صراعات حيث كانت هي السبب الرئيسي في أوضاع الجنوبي التي لا تسر.

حيث أثبتت تجارب الماضي في الساحة الجنوبية أن الفرقة والخلافات والتنازعات والصراعات السياسية والعنصرية الاجتماعية هي الطريق للسقوط والفشل والضياع . لهذا فإن من مصلحة الشعب الجنوبي  التصالح والتسامح أولا، وتدرك  القيادات الجنوبية أن قوتها في وحدتها وتبتعد عن كل أنواع النزاعات والخلافات والصراعات.