الحوار يعد ركيزة أساسية لإعادة بناء الثقة بين أبناء الجنوب ، الحوار الصادق بمقدوره طي صفحات الماضي وبناء جسور التواصل من أجل الوصول لحل عاجل ينهي متاهات الماضي وسلبيات الواقع .
تابعت مجريات الحوار الجنوبي ومخرجاته المكتوبة على الميثاق الوطني الجنوبي والتي تعد خطوة تصحيحية غاية في الأهمية ولكن انا لا أميل غالبا لتصديق السطور المكتوبة بحبر القلم ولطالما تابعنا قرارات وتوصيات ومخرجات لم تترجم على الارض .
انتظر إلى أن تتحول الكلمات لأفعال وبطبيعة الحال لن تنفذ في الوقت الحالي لأن أغلبها خطوات سياسية تبحث عن ملامح دولة الجنوب القادمة ، وهذا الأمر لا يزعجني كشخص بل على العكس أرى فيه بشائر خير رغم وجود تشويش واضح في الرؤية والسبب الأساسي فيه تضارب البيانات وعدم وجود باقي مكونات الجنوب السياسية . إضافة لضم كيانات سياسية كانت تقف في خانة المعارضة واصبحت اليوم من ضمن هيئة الرئاسة . وهذا يعني سماعنا لنفس الصوت ونفس الخطاب ، طاعة إجبارية خاصة وأن الجهات الداعمة للمؤتمر معروفة للجميع والخروج عن سطورها خطأ فادح لا رحمة فيه وهذا ما شاهدناه أثناء كلمة اليزيدي في المؤتمر .
تقييم نجاح المؤتمر أو فشله لم يتحدد بعد ، نحتاج مساحة كافة من الوقت حتى تترجم بنود الاتفاق على الارض وقتها فقط نستطيع خلع القبعة تحية وإجلال أو الاستمرار في مطاردة الأخطاء ومحاولة التصحيح إيمانا منا بأن القادم سيكون أفضل بإذن الله .
كل ما أريده اليوم محاولة عاجلة من قيادة المجلس الانتقالي لإغاثة أبناء عدن من سوء الخدمات التي ارهقتهم وجعلت بينهم وبين قاعة مؤتمركم سنين ضوئية ، خاصة وهم يرون ويسمعون عن المليارات التي صرفت لإقامة مؤتمر لم يتحدث قط عن همومهم المعيشة وسوء وضعهم الانساني والاقتصادي ، لسان حالهم.
" ٢ " تقديم ملفات المعتقلين للقضاء بدلا من اخفاءهم في سجون سرية غير قانونية إضافة لعمل انساني اخر لا يجب تأخيره ، عليكم البحث عن أسر الشهداء والجرحى والمتعلقين والمخفيين فهم بحاجة ماسة لجبر القلوب وتضميد الجروح.
" ٣" أهمية التواصل مع كل القوى والمكونات الجنوبية التي استبعدت فكرة الحضور والمشاركة ، كيانات سياسية وطنية ترفض سيطرة دول التحالف على عدن خاصة والجنوب عامة ، فارض الجنوب بالنسبة لهم لا تقبل القسمة على.
أمور بسيطة باستطاعتكم تنفيذها إذا صدقت النوايا وتوفرت لديكم ابجديات العمل بالميثاق الوطني الجنوبي وخاصة البند الأول فيه لعله ينقذني من براثن سنوات طويلة مرت علي لا حول لي فيها ولا قوة .
والله الموفق و المستعان
