آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-10:23م

وانتصر الحوار

الجمعة - 05 مايو 2023 - الساعة 11:18 ص
فاروق المفلحي

بقلم: فاروق المفلحي
- ارشيف الكاتب


لقد انتصر الحوار في  تدشين هذا العرس  التشاوري الجنوبي والذي انعقد  يوم امس الخميس الموافق ل ٤ مايو وهو يوم ذكرى عزيزة على الوطن ،ومنذ ذلك التاريخ مرت مياه كثيرة مالحة وعذبة  في نهر الوطن  .

اليوم نحن ومن خلال هذا الملتقى التاريخي الذي دعيت له كل المكونات والاحزاب،  اضافة الى النقابات والسلاطين والشخصيات الاجتماعية والنشطاء المستقلين ، للتداول في وضع ميثاق وطني وكذلك وضع التصور لدولة الجنوب العربي الاتحادية بما في ذلك ملامح الاقاليم الجنوبية واهم من ذلك اعداد الميثاق الوطني .

ومن الجدير ذكره ان هذا الملتقى قد جاء نتيجة جهد حواري ناضج ومنفتح واستمر لمدة ١٨ شهرا .سافر خلالها فريق الحوار  الوطني  الداخلي برئاسة الدكتور صالح محسن الحاج الى كل المديريات في الجنوب وكذلك  سافر فريق  الحوار الخارجي برئاسة الناشط احمد بن فريد العولقي سافروا واسمعوا واستمعوا الى دول عربية وغربية ، فاثمرت تلك الحوارات واتت بخيراتها ، وما نشهده اليوم في عدن لدليل على ان الجنوب قد انتصر بالحوار فرسخ بهذا دعائم الوطن ولمَّ شعثنا فاصبحنا بفضله إخوانا  .

والحقيقة فأن الحوارات لم تكن في وعينا عند استقلال الجنوب ، وتسبب هذا في  الاقصاء ورفض الحوار بل واتهام المعارض بالعمالة والخيانة والارتزاق فتسبب لنا هذا بكل الويلات التي شهدها الوطن ،واليوم ها نحن نؤسس للحوار كمبدأ ومنهج لن نحيد عنه ، وكما تابعت فان التوجيهات من قبل الرئيس عيدروس الزُبيدي ، تؤكد على ان من تردد عن الحضور سنبقى معه في حالة حوار ايجابي ولن نقصي احد او نخون احد فمن حق اي شخص ان يكون له وجهة نظرة ولن نقف ضد هذا الحق ابدا  بل ندافع عنه .

اذن الجنوب آمن بمنهج الحوار والتصالح  وفي يقيني ان الوطن وهو ينهج هذا النهج  الملهم ، فسوف لن تتعثر خطاه على دروب المستقبل ، وان الايام القادمة وطالما والحوار سيد الموقف ، فسوف تهل بشائر خير على الجنوب ، ولربما استفاد من هذه التجربة الملهمة جماعة الحوثي فهم في مسيس الحاجة الى قبول من يعارضهم  وليس الاختلاف خيانة بل ظاهرة صحية يجب ان لا نصادرها بل نحميها .

هناك من يسال ولماذا يتحاور المجلس الانتقالي وهو الذي يملك شعبية قل نظيرها بين كل الدول والاوطان ؟ والحقيقة فان المجلس الانتقالي لا يطيب له الا ان يلم شتات هذه الشعب الطيب وان لا يترك معارضاً الا واستمع له ،او خصماً الا وحاول 
ان يكسبه فمن الحكمة بل ومن الاهميه ان تتحاور مع خصمك او من يختلف معك وليس هناك مكون او فصيل او زعيم يملك كل الحقيقة .

وعن فضائل الحوار فهي التي تلهم الشعوب كيف تتجنب عداواتها ولا تنزلق الى مهاوي الحروب الاهلية ، وادلل على ذلك تاريخ الجنوب ما بعد الاستقلال فقد خاصم النظام لغة الحوار بل وخون من يعارض، فانتكست الجنوب وتعثرت خطواتها وتاهت وجهاتها  وخسرت خيرة عقولها وفقدت فرصا عميمة وعظيمة  .

لكننا لسنا بصدد سرد الاحزان ، بل الاعتبار من تلك الاخطاء ، والحمد لله فبرغم ان الشعب الجنوبي عانى المرارات الا انه اليوم يحول تلك المرارات الى تجارب يستنير بها 
وهاهو اليوم يسجل اعظم عرس ديمقراطي في هذا الملتقى التشاوري التاريخي .

يقول الشاعر ابن برد
ولا تجعلْ الشورى عليكَ غضاضةً
فأن   الخوافي       قوة     للقوادمِ 
والخوافي هي صغار الريش في جناح الطير والقوادم  هي اكبرها .

نحن اليوم  في الجنوب على تماس مع الوطن ولدينا كل الاسباب لاستعادة وطننا وبناء دولتنا الاتحادية ،  وكما قال الدكتور صالح محسن الحاج - علينا ان نبني اليوم الجنوب الجميل فنحن أهل لذلك -