آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:11ص

الإرهاب الفكري في جامعة عدن

الخميس - 04 مايو 2023 - الساعة 02:57 م

صديق الطيار
بقلم: صديق الطيار
- ارشيف الكاتب


المعروف لدى الجميع أن الموظف إذا شكا لرئيس المؤسسة التي يعمل فيها عن ممارسة إدارة من إدارات المؤسسة لفساد (أي كان نوعه) أو تجاوزات للوائح القانونية، فإن رئيس المؤسسة مباشرة يقوم بتشكيل لجنة تحقيق من ذوي الاختصاص والنزول إلى الإدارة للتحقق من شكوى ودعوى الموظف.. 

بعد ذلك يتخذ رئيس المؤسسة الإجراءات اللازمة، إما بحق الإدارة إذا خلُصت نتائج التحقيقات إلى وجود فساد أو تجاوزات قانونية من قبل الإدارة، أو بحق الموظف إذا كان بلاغه كاذباً ومجرد افتراء..

لكن أن يمارس رئيس المؤسسة التعسف بحق الموظف ويقيله من عمله لمجرد أنه لفت نظره إلى وجود فساد تمارسه قيادة إحدى إدارات المؤسسة، فهذا والله هو الصدمة التي تضع الموظف وتضعنا معه جميعاً في حيرة، بل وتضع ألف علامة استفهام حول ما يحدث..

تخيلوا أن الدكتور مختار علوي القشبري، نائب عميد كلية اللغات والترجمة التابعة لجامعة عدن، رفع عدة عدة مذكرات شكاوى لرئيس الجامعة، اطلعه فيها - بالدليل - على وجود تجاوزات في جوانب مالية وأخرى أكاديمية وإدارية لدى عميد كلية اللغات والترجمة.. 

ليأتي الرد من رئيس جامعة عدن صادماً للدكتور القشبري وللوسط الأكاديمي ولنا جميعاً، حيث أصدر رئيس الجامعة قراراً قضى بإقالة الدكتور مختار القشبري من منصبه كائب عميد كلية اللغات، قبل فتح تحقيق والتأكد من صحة الشكاوى والدعاوى التي وجهها القشبري لرئيس الجامعة عن وجود فساد مالي وأكاديمي وإداري في كلية اللغات والترجمة.. 

في تجاوز واضح من قبل رئيس الجامعة لكل الاعتبارات القانونية والأعراف الأكاديمية المتعارف عليها في كل الجامعات والمؤسسات الحكومية والأهلية.. وهذا هو الإرهاب الفكري بعينه.. 

وبعد أن آثار قرار إقالة الدكتور القشبري جدلاً واسعاً وخلق حالة من السخط والاستنكار لدى الأوساط الأكاديمية والطلاب، حينها فقط وجه رئيس جامعة عدن إدارة المراجعة الداخلية بالجامعة للنزول إلى كلية اللغات والترجمة، وفتح تحقيق في دعاوى القشبري.. فنزلت إدارة المراجعة إلى الكلية وباشرت عملية التحقيق، وبعد الانتهاء من عملها أصدرت تقريراً بالنتائج، والذي اعتبره الدكتور مختار القشبري بأنه "مغالطة وتضليل للرأي العام"، مفنداً إياه في إحدى عشرة نقطة.. 

طامة كبرى أن تمارس قيادة أضخم صرح تعليمي وتنويري في البلاد التعسف والإرهاب الفكري بحق بعض منتسبي هذا الصرح من الشخصيات الأكاديمية والإدارية المثالية والمخلصة، المشهود لها بالنزاهة والشفافية والتميز، والتي تعمل بتفانٍ وإخلاص بعيداً عن أضواء الكاميرات والضجيج الإعلامي.. 

وفي الختام، أود توجيه سؤال واحد فقط لرئيس جامعة عدن: ما الذي دفعك لإصدار قرار إقالة الدكتور مختار القشبري من منصبه قبل التحقق من صحة دعاويه وشكاويه؟!