آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-10:38م

ليس كل ترحيب رضا تام !!

الإثنين - 01 مايو 2023 - الساعة 03:10 م

محمد الثريا
بقلم: محمد الثريا
- ارشيف الكاتب


سيبدو من غير الممكن إسقاط التهمة عن الإتفاق السعودي الإيراني ووقوف تداعياته الأكيدة على مسار الصراع باليمن وراء واقعة بروز مواقف مقلقة قد تطرأ على غير المنتظر، والتسبب في عودة عربة الملف اليمني من أمام طريق الإنفراجة المفترضة إلى نفق الأزمة المتجددة .

الحديث هنا عن فرضية وجود موقف أممي بات يتشكل في وجه مستجدات الصراع اليمني والخطوات المنعقدة بغير إرادته الكاملة؛ وهل لمعنى ظهور بعض الوقائع الصامتة اليوم أن تجعل منه واقعا ماثلا عما قريب؟

- قبل أسبوع رحب المبعوث الأممي بما انتجته زيارة الوفدين السعودي والعماني لصنعاء واصفا ذلك بالخطوة البناءة لكن ليست الحاسمة .

- أما أمس الأول فقد رحب المبعوث بإطلاق سراح الأسير اللواء فيصل رجب بمبادرة أحادية الجانب من أنصار الله كما وصفها .

تطورات وتوصيفات بدا خلالها السيد جروندبيرج كمبعوث ضاع في الزحمة، بينما قد تحكي لنا الإحاطة الاخيرة للرجل أمام مجلس الأمن قبل أيام عن حقيقة مغايرة تتلخص في تولد موقف إنزعاج وإمتعاض واضح غلفته مفردات دبلوماسية الترحيب المعلقة على مستجدات المشهد السياسي باليمن .
وهي في الأصل حكاية كشفت بدورها عن وجود فجوة تنسيق ليست بالجديدة بين الإقليم والأمم المتحدة رغم محاولة مجلس الأمن تجاهلها في جلسته الأخيرة عبر مباركته لخطوة اللقاء السعودي الحوثي .

لم يتوقف المبعوث الأممي عن التأكيد مرارا أثناء تعليقه على لقاءات صنعاء بأن جميع ما يحدث على إثرها من تقدم إيجابي إنما يأتي بفضل جهوده الشخصية المبذولة طيلة الفترات الماضية بكونها مهدت الأرضية لذلك التحول وأي تحولات أخرى مماثلة .
فهل ما كان يلمح إليه المبعوث هنا - خلف عبارات ترحيبه تلك - هو واقعة (سرقة إنتصار سياسي) تحدث معه؟

بأسلوب غير معهود، تجاوز المبعوث الأممي حقيقة وجود قرار دولي كان مطالبا بالسعي في نجاح تنفيذه، ذلك القرار الذي قضى بسرعة إطلاق الحوثيين لوزير الدفاع الأسبق ورفاقه " منصور ورجب" حين إكتفى بالترحيب ووصف عملية الإفراج عن رجب بمبادرة أحادية من الحوثيين دون الإشارة إلى رفض الحوثيين قرار الإفراج ومعها عجز الجهود الأممية في هذا الجانب، والتسبب بمعاناة الأسر للواء رجب طوال السنوات الماضية .

ألم تكن تلك هي ذات محاولة إخفاء الفشل الأممي الذي تمت مواراته في عبارة ترحيب تناولت فك أسر اللواء الصبيحي ومنصور عبر صفقة تبادل أسرى وليس ضمن جهود إنفاذ قرار دولي بشأنهما .

ماذا تلاحظ؟
في الأولى وهي خطوة تمت بقرار سعودي، رحب المبعوث الأممي بلقاء صنعاء مع تقليله بالمخرجات المتوقعة من تلك الخطوة، بينما في الثانية وهي خطوة تمت بقرار حوثي وإيحاء إيراني، رحب المبعوث بعملية الإفراج عن رجب متحاشيا ذكر سبب عدم الإفراج ودور الحوثيين في وصمة الفشل الأممي في ذلك الملف .

وفي الواقع ليس ذلك تصرفا أمميا متناقضا بقدر ماهو تصرف مقصود يتم التعبير من خلاله عن موقف معين تجاه مسار الخطوات الطارئة على ملف اليمن وغير الخاضعة كليا - كما يبدو - لرغبة المنظومة الأممية المعنية بإدارة الصراع اليمني .