آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-08:37ص

اللواء السيد .... الضرغام الذي رحل

الثلاثاء - 11 أبريل 2023 - الساعة 04:23 ص

سعدان اليافعي
بقلم: سعدان اليافعي
- ارشيف الكاتب


فجعنا، صدمنا، تألمنا، مذهولين بحزن تعمق في ذاتنا ، غير مصدقين برحيل هامة من هامات الوطن ، ورجل عسكري من العيار الثقيل أنتجته المرحلة الراهنة وكان بطلها وصنديدها الصامد الذي وقف في وجه التحديات بقوة وصلابة فولاذية لا تلين ...

عن البطل الراحل ، وحامي الحمى ، والقيادي الإنسان والرجل الأمني الذي أفل فجأة دون سابق إنذار اتحدث عن المغوار الذي لم يستكين ، وعن الجبل الصلب الذي هد وتهاوى وفجر اوساطنا فراغ كبيرا لن يستطيع أحدا املاؤه ... فجوة أمنية وعسكرية عميقة تركها البطل الراحل اللواء "صالح السيد" تركها في الوسط الجنوبي، بمرحلة مفصلية عصيبة كان اللواء "السيد" أحد أركان عناصرها الأساسية في تسويتها القادمة ...

رحل السيد سيد المجاهدين في الجبهات وأبرز قيادتها ، القيادي المثخن جسده بالجراح والإصابات ، السيد الذي تسيد الخطوط الامامية لكبح كل المؤامرات التي كانت تحيك ضد أمن المحافظة والجنوب، وقف بصلابة إمام  والمفخخات التي كانت تزرع في طريقه، بمحاولة لوقفه عن المضي قدماً فيما يصبوا إليه ، غادرنا الرجل الأول المستهدف من قبل منظومة متكاملة يغذيها المحتل بأدواته الإرهابية، وعصابات الموت التي سخرت جهدها للوقوف إمام المشروع الوطني الجنوبي مشروع اللواء السيد الذي دافع عنه باستماته حتى آخر رمق، وكان السيد دائما يردد"  نحن مشروع فدائي استشهادي في سبيل إرساء الأمن بالمحافظة والجنوب على طريق إستعادة الدولة الجنوبية المنشودة"  وتعرض لإصابات عديدة ومحاولات اغتيالات كثيرة وجسده وفقد المئات من رفقائه وجنوده وافراد أسرته الذي جعل منهم مشروع وطني لحفظ واستتابت الأمن بالمحافظة والجنوب ...  

اللواء السيد لم يكن قيادي فحسب، بل رجل مجتميعاً مهيب أمنيا ، بسيط بين أوساط من عايشه وكل من أقترب من مجالسته ، إسمه ترتعد فرائص الأعداء أمامه،  عند ذكره .. لكنه بسيطا متواضع بين العامة يتواجد بينهم ولا يعرف أنه الرجل المهاب السيد ، بحسمه وشخصيته القوية امام أي تحدي يواجهه فيسخر جهده الأمني كل وقت بصمت ،،  فيرسل ابتسامة سمحة أمام موقف بريئ لمواطن ما ... الرجل شخصية واحدة تتمثل في شخصيات عديدة ، فرحمة ربي تغشاه ، ..

وفي سيرته النضالية والمجتمعية لم يكن اللواء ركن الراحل "السيد"  قائد عسكري فقط ، بل رجل ثائر داعم مالياً ومعنوياً لمسيرة الثورة الجنوبية عندما كان أحد مؤسسي مجموعة 33 الجنوبية التي عرفها أبناء الجنوب كافة كأول مؤسسة دعمت مسيرة الثورة وجرحى النضال والشهداء، فالسيد البطل كان أبرز من يقدم الدعم لها وهو خارج الوطن الذي غادره بعد ضنك العيش وصلف المحتل ضد القيادات العسكرية الجنوبية وكان مؤسس وقيادي لها مع مجموعة من المناضلين الأحرار يومها ...

وحين إنطلاق الحرب الظالمة ضد الجنوب في العام 2015م . لم يهدى الراحل "السيد" في بلد الإغتراب بل جمع كل ما يلمك وغادرها، عائداً ملبيا نداء الواجب الوطني ، وأنظم مع الأبطال من أبناء الجنوب في أول كتبية عدت وتأهلت للمواجهة ، ودخلت الوطن بكل عتادها ، لمبارزة  العدو الحوثي العفاشي وغيرت مجريات المعارك والحرب بالميدان "كتائب الملك سلمان" التي كان الفقيد الراحل "السيد" أبرز قيادتها كاركان حرب لها بمعية البطل القائد قاسم الجوهري والبطل الحوثري تشرفت يومها بلقاء متلفز لهم لا زالت محتفظا بنسخته ، والعديد من الابطال الاشاوس الذين كانو عند التحدي وسحق المليشات وتحقق النصر بمعية أبطال الداخل والقادة العسكرية العظام ... 
هو تاريخ ناصع البياض سطره اللواء "السيد" في مسيرته الثورية والقتالية وكان ينشد وطن جنوبي الذي حزن عليه الكل وخيم على الوطن برمته بصدمة فجائية أخذه الموت ،  في رحلة توقفت عند هذا البطل وغادرنا في وضع لازلنا نشهد سخونة مخاضه وارهاصاته الحربية ونعيشها  على تخوم وجبهات الوطن .. نم غرير العين ايها الراحل الأسد السيد غادرنا جسدٱ ، ساكن فينا روحا ، فهناك كل أبناء الوطن الجنوبي من أقصاه إلى أقصاه وبكل  رغم الحزن الذي اصابهم وعاشوا صدمته الموجعة بمعية قواتنا المسلحة سيكونوا على العهد سائرون والدرب ماضون حتى تحقيق هدفكم التحرري النبيل الذي ضحى من أجله الشهداء ولا زلنا في طريق الكفاح مستميتين بإستمرار ..  

عظم الله أجرك ياوطن وحفظ الله لحج والجنوب ...