آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-12:05ص

لا لن أصفق لركب الظلام... سأهتف يا فجر ما أجملك

الأحد - 19 مارس 2023 - الساعة 03:08 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


ما أكثر القيادات في هذا الوطن المتخم بالقيادات، وما أطول مواكبهم، فمن أين انبعث لنا هؤلاء؟

لن أصفق لركب الظلام هذا، وسأظل أحلم بفجر جميل، وسأظل أردد: لا لن أصفق لركب الظلام... سأهتف يا فجر ما أجملك، لن أصفق لناهبي الثروات، وباسطي الأراضي أصحاب المواكب الطويلة، لن أصفق لمن يأكل حقوق جنوده، وموظفيه، لن أصفق لأصحاب الكروش، وسأبصق في وجوه اللصوص، والقتلة، سألعن كل متجبر يمد يده ليأكل لقمة المسكين، وسأقف في وجه كل أولئك المتسلقين.

 قبل عقود ثار آباؤنا والأجداد على المستعمر الذي أسس لنا المدن العصرية، وجعلنا أوائل أقراننا الأوائل في كثير من المجالات، فمن وطننا كان أول ناد، وأول بث إذاعي وتلفزيوني في جزيرة العرب، ومن عدن كان أطول شارع، ومن عدن رسمت الحضارة والمدنية في أبهى صورها، ثرنا على المستعمر، وجئنا بحكام يتصارعون على كراسي السلطة، ويتباهون في كيفية سرقة حقوقنا، ويتفننون في كيفية البسط على المتنفسات، ونحن نفديهم بالروح بالدم، فكل واحد منا يفدي صاحب موكب معين، ونسينا الوطن، وفدينا أشخاصًا لم يقدموا للوطن شيئًا، فما جاء من تطور في هذا الوطن بعد التحرير كان بمساعدات الأشقاء والأصدقاء، فهذا هدية الكويت الشقيق، وهذا من الشقيقة ليبيا، وذاك من الأصدقاء الروس، فماذا بنينا من ثروات هذا الوطن الذي نتغنى بأنه أرض الثروات، فأين مردود ثرواتنا؟ إنه مجموع في أملاك لأولئك القادة الذين ينعمون بها في الخارج، ونحن نفديهم بالروح بالدم.

أتعلمون لماذا لم نتطور، ولم نتقدم؟ لأننا هتفنا باسم الأشخاص، ولأننا نسينا الوطن، فالوطن بالنسبة لنا هو القائد، لهذا لم ننقب عن قادة يقودون الوطن، وبحثنا عن أشخاص يلتهمون الوطن، فالتهم أولئك الأشخاص الآخر موديل ثروات هذا الوطن، واعتمدنا على الأشقاء والأصدقاء ليبنوا لنا المدرسة والمستشفى، والمدن السكنية، فعشنا عالة على غيرنا، وداست القيادات الآخر موديل على كرامة هذا المواطن الذي يستجدي رغيف العيش، فلا لن أصفق لركب الظلام، وسأهتف وبأعلى الصوت سأهتف يا فجر ما أجملك.