سيناريو الأفلام الهندية وواقعنا المرير !

كُنّا صِغاراً نتابع ونعشق الأفلام الهندية حيث نهاية سيناريوهاتها المعروف بفوز قوى الخير على قوى الشر التى تعبث بمقدرات البلاد في كل مجالاته، كالظلم التي تمارسه عصابه ما أو مخدرات تتاجر بها أو فساد حكومي ورشوات واستغلال السلطة بالسيطرة على مساحات شاسعة وغيرها من السيناريوهات التي شاهدناها آنذاك.

سيناريوهات شاهدناها وعقولنا حينها مدركة تماماً بأنّ خيال الكاتب ساد في كل أحداثها لبشاعة تلك الأحداث التي لا يمكن أن  يُمارسها بشر لتنافيها مع تعاليم ديننا الإسلامي .
و ما إن كبرنا وجدنا أنفسنا في زمن تسوده تلك السيناريوهات لتصبح واقعاً يعصف بنا، فأصبح الضعيف لقمة سائغة للقوي والفساد سرطان ينخر في نسيج معظم إدارات الدولة والجرائم وباء مستشري والمحسوبية والنصب والاحتيال وجبة رابعة يتناولها مصاصو الدماء.

واقع مرير يعيد لنا ذكريات أحداث تلك الأفلام الهندية المشينة التي غالباً تنتهي ببزوغ بطل الفلم الذي ينتصر للخير فيظهر الحق ويزهق الباطل .
في الأخير متى سيبزغ بطل لفيلمنا اليمني الذي أرهقنا بأحداثه، وغزانا الشيب من آلآمُه، واحمرّت عيوننا من دمائه، وصُمّت آذاننا من سماعه، والشعب يرى معاناة أمامه، لرفض وتعنت بين أطرافه، وندعو الله جلّ جلاله، أن ينقذنا من وضع زادت أزماته.
و دمتم في رعاية الله