آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-06:23م

لماذا لا نتكلم بشمولية حول مصير الوطن اليمن ؟

السبت - 11 مارس 2023 - الساعة 03:34 م

حسن العجيلي
بقلم: حسن العجيلي
- ارشيف الكاتب


لقد جربنا كثيرا ودخلنا في صراعات كبيرة أدت باليمن شمالا وجنوبا إلى حافة عدم الاستقرار النفسي والامني والمعيشي وتزعزعت أركانه وسمحنا للغير أن يتكلموا ويتدخلوا في شئوننا الداخلية والخارجية دون رقيب أو حسيب ودون رغبتنا أو اعطينا لهم تفويض أن يخضوا في قضيتنا اليمنية وبرغم كل هذه  التجارب لم نخرج بحل بل جاءوا الأشقاء  وزادوا الطين بلة  وعملوا جاهدين على توسع فجوة الخلافات بين الاخ واخيه وصمموا لنا الأزمات ووزعوا الأدوار وصرفوا الأموال على ضعفاء الأنفس من أبناء الشمال وابنا الجنوب من القدامى والجدد الذين جاءت بهم تلك المراحل انفة الذكر وسيئة التعامل وللأسف دول التحالف ادخلونا في جحر الحمار ولم يعبدوا لنا طريق سالك من خلالها يخرج الوطن اليمني من كبوة الاستقطابات والشللية والتعصب والقبلية والتخلص من القوى التي لا يهمها الا ان تمتلئ كروشها وتبي مستقبل من حولها فقط ولا تعطي أي أهمية للمواطن او الوطن بصفة عامة .

وهذا الأمر ما كانت تسعى إليه دول الجوار من اول استقلال  حصل عليه الجنوب ومنذ خروج الاستعمار البريطاني من الجنوب وهذا طبعا من حقهم لان أرزاقهم ونفطهم وغازهم وكل تجاراتهم تمر عبر مضيق  هرمز وباب المندب ذهابا وايابا ومن حقهم أن يتأمروا وطالما الجنوبيون والشماليون الكل يلهثون خلف المال المدنس ولا يضعون اي حساب لعوامل الزمن أو أنهم يقرأون جيدا حول كل ما يدور من حولهم من دسائس ومكيادات .

 وهنا تسير الأمور وفق  مخططات مسبقة مرافقة الأزمة من اول يوم انقلاب 26سبتمبر في الشمال ويوم اعلان استقلال الجنوب في الثلاثين من نوفمبر 1967 ولقد أصبحت الحالة معقدة للغاية ولأيمكن لأيا كان من ايجاد حلول لها الا اذا اتفقوا أهلها وهم أهل القك فيها واهل الربط وطبعا البحث عن هذا الطقم النزيه والنظيف يحتاج إلى جهود مخلصة وممضية ووقت أطول من وقت فترة الحرب الأكذوبة التي قضت على كل المعنويات وأدت بالوطن اليمن إلى هاوية التشرذم والتشرد وضياع كل خيرات ومقدرات هذه الأرض اليمنية الطيبة المعطاة وهنا تقع عليهم المسئولية في إعادة الصياغة لبرنامج تجميع كل القوى الطالحة والصالحة ومن الذين ساقتهم الأقدار إلى مزبلة التأمر ومشاريع الخبث والحقارة والحقد على شعبهم ووطنهم ويكفي نهب وسلب حريات المجتمع وتمكين الغير من إدارة شئون الوطن اليمني في الجنوب وفي السمال مقابل فتات من المال الحرام و بينما الارض  اليمنية بشطريها اكثر إغناء في الثروات والمواقع الاستراتيجية والتاريخ والجغرافيا وكل مقومات الحياة متوفرة وبثراء فاحش يمكن يضع الشريف والمرتزقة في كفة واحدة ومتساوية هذا سوف تعطي هذه الثروات اي نقفص أو حاجة للشطرين ومتى ما توصلنا إلى وعي متكامل وفهم أسس واقعنا وسحب البساط من تحت أقدام أصحاب المصالح الخاصة في الإقليم والعالم وإدارة شئون بلدنا بأنفسنا وهذا يتطلب التحدث مع بعضنا البعض مباشرة وعلى طاولة مستديرة ومن خلال صراحة وبشفافية مطلقة واضحة المعالم  والعودة إلى جادة الصواب وبناء علاقات مع  الآخرين بندية شاملة وقواعد التعاون واحترام الحدود الفاصلة في كل القضايا السياسية والاقتصادية والعسكرية والرفع من مستوى درجات التفاهم بيننا اولا ومن ثم إقناع الآخرين باننا قد بلغنا الرشد وتوصلنا الى قناعات تقودنا الى بر الامان وكي نعالج قضيتنا بأنفسنا .نسأل الله التوفيق والسداد ...