#خطاب_الغيثي
نحاول دوما أن نتحاشى الحديث في تلك المواضيع و القضايا التي تحولها مواقع التواصل الاجتماعي من مجرد خبر الى قضايا مثار للجدل ليحورها ذاك الجدل فيما بعد الى أشكال أخرى متباينة منها ما يأخذ طابع التعاطف او التضامن او التشكيك و تصل في بعض الأحيان الى الطعن في الذمم و النوايا و لربما التخوين .. على الصعيد الشخصي لم ألتقي يوماً بالأخ / محمد الغيثي و لم أخبره كثيراً او أتعرف الى شخصه ، فلم تقودني الظروف الى ذلك إلا من خلال نافذة واحدة فقط كانت عبر أثير إذاعة هنا عدن في برنامجي الذي كنت أقدمه ( هنا العاصمة ) خلال تلك الفترة ، حيث كان الغيثي ضيفاً عبر الهاتف معي أناقش معه إحدى محطات القضايا السياسية الراهنة في تلك الحلقات التي كنت أقدمها .. و لربما من خلال تلك النقاشات و الحوارات يمكني القول بأن الغيثي برفقة بعض الشخصيات التي استضفتها خلال تلك الحلقات طالما ما كان يدفعني الى مواصلة الحوار و النقاش معه الى تلك الدرجة التي قد تصل بك الى الشعور بمتعة الحديث و عدم الشعور بالرتابة او الملل بالرغم من طول استمراره لما فيه من فائدة يستنبطها المرء من خلال ذلك الحوار الشيق و الممتع و المفيذ في آن واحد .. طالعت ذلك الخطاب الذي نسبت مفرداته الى رئاسة هيئة التشاور و الحوار و الذي يمثلها هذا الشاب و تأملت جيداً في معانيها فلم أجد ما يستحق كل ذلك النزق و الهجوم على شخص الرجل ، بالمناسبة أنا لستُ هنا أدافع عن الغيثي كشخص فقد أشرتُ مسبقاً أن ليست من ثمة صلة تربطني به و لكنني أدافع عن فكر و مبدأ لربما الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لا يعيرونه انتباهاً، بأن هناك بون شاسع بين ذلك الخطاب الثوري او المجتمي او الشعبي و بين الخطاب السياسي .. و أنه تقع على القارئ منا أمانة و مسؤولية التمييز بينهما .. بعيداً عن التكهن و التنجيم ما اذا كان ذلك الخطاب يجسد موقف الكيان الذي جاء منه هذا الشخص او ذاك فإن الأقرب بل الأنصف للحقيقة و الصواب أن خطاب أحدهم يجسد في الحقيقة ذلك الموقع و المنبر الذي تحدث من خلاله .. و حين نسقط ذلك على ما تحدث به الغيثي فإنه يكون قد تحدث بلسان ذلك الموقع او المنبر الذي مثله حين خاطب الجمهور او سائل الإعلام .. لا أريد الخوض في تفاصيل مفردات ذلك الخطاب ايضاً .. لكنني إجمالا كما ذكرت آنفا لم أجد فيها شيء قد يساء فهمه بل رأيتها متزنة و أكثر واقعية من غيرها .
#كتب / نزار أنور