آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-12:44ص

من يقود سياسة الكويت الخارجية.؟!

الجمعة - 03 مارس 2023 - الساعة 02:09 م

حسن علي كرم
بقلم: حسن علي كرم
- ارشيف الكاتب


 عندما تم اختيار الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح وزيراً للخارجية في الحكومة المستقيلة ، تفاءلنا خيراً ان يقود سياستنا الخارجية شخص في مثل الشيخ سالم ، و الواقع بعد غربة السنوات الطويلة للسياسة الخارجية العبثية ، و قبض زمام الامور لوزراء هواة لا علاقة لهم بالسياسة و لا بالأحداث العالمية الجارية ، و كيفية إدارة الأمور مع تأكيد مصلحة الكويت أولا و أخيرا ، نحن دولة صغيرة هذا واقع و نحن علاقاتنا الخارجية تقتضي أحياناً المجاملة على مصلحة الكويت ، و هذا أيضاً مفهوم ، و لكن الشيء غير المفهوم ان نفهم اين مكاننا اولاً و اين مواقع اقدامنا في ظل التدافع و الصراعات و تكالب المصالح ،و غير ذلك من الأمور ، فهل سياستنا الخارجية باتت لنا و نابعة من صميم مصالح الكويت ام سياستنا ترضية لدول او لأفراد او تنظيمات سياسية او دينية او لا سياسة لكن مع الخيل يا شقرا …؟!!

   سياسة نحن معكم ربما تفيد في ظروف معينة ، و سياسة التضامنية ربما أيضا تفيد لكن مع عدم الاضرار بمصالح البلد ، و لا تكبد عليها خسائر 

 تجلب لها مخاطر بشكل او بأخر ، الاتحاد الأوروبي و أمريكا تدعمان عسكرياً أوكرانيا في حربها مع روسيا ، لكن هذا الدعم لم يصل الى مشاركة عسكرية مباشرة ، مع ان كل الشواهد تشي بدعم أوروبي و امريكي لا محدود لأوكرانيا ، و مثل ذلك ايضاً نزاع الصين مع أمريكا و الغرب على انفصال تايوان عن الصين ،و ايضاً و ايضاً حروب غير منظورة لكنها موجودة ظاهرياً او على الأقل على الاعلام بين اقتصادية او إعلامية او علمية ،فالحروب متعددة الأسماء بعناوين مختلفة ، بعد استقلال الكويت يونيو 1961 وقفت الكويت خارج اسوار مبنى هيئة الأمم المتحدة منتظرة الفرج القريب لتفتح لها أبواب المبنى الاممي الضخم و تحتل مقعدها كدولة مستقلة ، فمن يونيو 1961 الى أغسطس 1963 كان الزمن طويلاً و مملاً بالنسبة لدولة فتية مستقلة حديثاً و تريد شانها شأن بقية دول العالم المستقلة ان تجد مكانها ، و ما ان واتت تلك الفرصة مع زوال الغمة ، سارع امير البلاد الشيخ عبدالله السالم ان يمد جسور العلاقة فوراً مع الدول التي عارضت انضمام الكويت لعضوية الأمم المتحدة ،و أولها العراق ثم المنظومة الاشتراكية و في مقدمها الاتحاد السوفيتي الذي صوت ضد الكويت و الصين و بقية دول المنظومة الشيوعية او اليسارية ، عبدالله السالم لم يضع اعتبارات سياسية او حسابات الاخوة مع غالبية الدول العربية اما انها لازالت تحت نير الاستعمار او ترى في المنظومة الشيوعية انها كافرة ، فهل اخطأ عبدالله السالم او اختار مصلحة الكويت على المجاملات  و غير ذلك من المبررات ، هذه حكمة عبدالله السالم فاين حكمتكم ، اليست سياستنا الخارجية هندسها و وضع أساسها عبدالله السالم ، فكانت الكويت في عهده و الى عهد قريب بوابة الحكمة و ملاذ الاخرين …؟!!!

  الشيخ سالم الذي يقود زمام سياستنا الخارجية ، صدر منه موقفان في الآونة الأخيرة ، لا اظن ينبعان من سياسة الكويت الخاصة التي اعيد و أقول رسمها و وضع أساسها عبدالله السالم ، ففي تصريح للشيخ سالم حول علاقة الكويت مع سوريا - وفقاً للصحف - قال " لا تغيير في سياستنا حيال سوريا " و تصريح اخر حول الازمة اليمنية قال ان اليمن يجب ان يبقى موحداً ، فهل هذه سياسات تنبع من صميم عقل كويتي او من صميم المصلحة الكويتية ، فما هو حجم العداوة بين الكويت و سوريا حتى تستمر المقاطعة ، و ما مبررات و دوافع المقاطعة و ما مصلحة الكويت ان تستمر المقاطعة ، واما بالنسبة للوحدة اليمنية أتمنى لو ان الوزير يقوم بزيارة الى جنوب اليمن بدءً من عدن أنتهاءً الى مهرة حتى يرى و يستشف بعينه ان هناك راي واحد و موقف واحد وصوت واحد يجلجل بالانفصال ،الا ان بعض القوى الخارجية الاستعمارية ضد عودة الجنوب الى أحضان اهله ، ينعم بالهدوء و الأمان ، أقول ذلك وانا على اطلاع يومي بمجريات الاحداث في الجنوب ، فالجنوبيون منذ2007 يدفعون دماءهم قرباناً على مذبحة انفصال الجنوب عن الشمال و تأتي انت. و اخرون الذين وضعوا أيديهم بماء بارد يصرون على استمرار المأساة ، الجنوبيون يريدون وطنهم المختطف و الوحدة كانت خدعة حاك خيوطها المجرمان صدام حسين و علي عبدالله صالح و ثالثهم ملك الاردن انزلوا الى الشارع و اسمعوا صوت اهل الجنوب ، اليس من حق الدول المظلومة  المضطهدة حق تقرير مصيرها ، و الا هذا على ناس و ناس … 

سياسة الدول لا تقوم بالأضرار على نفسها ، وما نراه ان الكويت تضر نفسها للأخرين ، فهل هذه سياسة عاقلة و حكيمة ، نحن لا ندري ماذا يدور خلف الأبواب المغلقة واللقاءات الخاصة ، لكن نقرا تصريحاتكم و ما ينطوي خلفها …

  حسن علي كرم 

   صحفي كويتي