آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-02:46م

الشيخ سلطان العرادة فعل الصواب المحقق للمصلحة الوطنية.

السبت - 18 فبراير 2023 - الساعة 06:27 م

علي البكالي
بقلم: علي البكالي
- ارشيف الكاتب


يبدو أن بعض الشباب والمثقفين والشعراء سأموا طول أمد الحرب والتشرد، وربما أصيب بعضهم بحالة احباط وجفاف وجداني نتيجة الحنين لبيئتهم ورفاقهم، خاصة وهم لم يتوطنوا بعد في بيئة التشرد والمهجر سواء في مأرب أو غيرها من المحافظات التي استقبلت المشردين من مناطق سيطرة الميليشيا الإرهابية.

ونتيجة لذلك يحملون مظلمتهم على ظهورهم شبه جاهزة، فما إن يواجهوا مشكلة صغيرة - ولو كان مجرد عسكري أمن يطلب البطاقة الشخصية-  حتى يضخمونها بتصويرها اعتداء عليهم وعلى حرياتهم وحقوقهم وووو ألخ. لتصبح مظلمة تتطلب التضامن والاصطفاف والاستعطاف، ليس لأنها مظلمة على الحقيقة ولكن لأن المشكلة النفسية التي خلفها التغرب عن الأهل والبيئة والأقران تدفع بهم لا شعوريا لتصوير أنفسهم كضحايا ومعتدى عليهم، لأنهم عندها يحصلون على عاطفة تعويضية بديلة هي عاطفة التضامن الافتراضي، فيعيشون الانتشاء بأنهم انتصروا لذواتهم المقهورة.

في حقيقة الأمر من الطبيعي جدا أن يلغي المحافظ سلطان العرادة حفل ذكرى فبراير في مأرب لأن فبرابر ثورة فاشلة جيرت كلها للحوثي وميليشياته والسلالة الكهنوتية، واحياؤها بعث للفرقة بين اليمنيسن لصالح السلالة وميليشياتها، وجمع كلمة اليمنيين لمواجهة السلالة وميليشياتها أولى وأوجب شرعا وقانونا وعقلا من الانتصار لموقف سياسي خاسر.

وليست حجة أبدا أن يقال أن مكتبه وافقوا ثم رفضوا، فقد تكون الموافقة قبل تقدير المصلحة العامة، ثم ظهر للمحافظ أن المصلحة العليا للوطن والدولة تقتضي ألا يقام مثل هذا المهرجان الغنائي في هذا الظرف لأنه سينبش فتنة دفنت.

ولا يعتبر الأمر استهداف للطفلة ماريا قحطان كفنانة صاعدة - طبعا كما يحاول البعض التسويق- ، لأن المسالة ليست فيمن يغني بل في ظرف الزمان والمناسبة وأثارها على الصف الوطني،  ولا يفرق في ذلك من الفنان ولا عمره ولا بلده ولا شكله، فلو كان الفنان ماريا قحطان أو فريد الأطرش او منى علي أو محمد مرشد ناجي او أيوب طارش أو حتى علي عنبه أو دحباش النتيجة واحدة.

ومن الطبيعي جدا كذلك أن يقال للفنانة الطفلة ماريا قحطان بأن الحفل التغى ولو كانت ابنتي أو قريبتي لنصحتها أن احياء حفل في ذكرى فبرابر  لا يصح لا في مأرب ولا في غير مأرب، وبإمكانها أن تختار وقت غير فبراير ولو في غير مناسبة وتطلب اقامة مهرجان فيه ولن يمنعها أحد.

أما من أرادوا استعطاف الناس بالطفلة ماريا قحطان، فأظن أنهم إما مخطئين متعصبين لباطل، أو مدفوعين لإعادة انتاج الفرقة بين اليمنيين ليتفوق الحوثي، ويجب عليهم أن يقفوا مع وطنيتهم وقفة مسائلة ومناصحة، ويعلموا انفسهم بأنفسهم أن معركة اليمنيين الأولى هي مع السلالة وميليشياتها الإرهابية الحوثية، وأن أي سلوك أو خطاب يفرق صف اليمنيين هو بالصرورة خدمة للحوثي وسلالته.
                               
وأخيرا أقترح على الأخ المحافظ استدعاء الفنانة الطفلة ماريا قحطان رسميا لتغني في مأرب في عيد ٢٦ سبتمبر المجيد.