آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-04:50م

تفعيل دبلوماسية حكومتي عدن وصنعاء

الأحد - 12 فبراير 2023 - الساعة 07:02 م

عمر سعيد محمد بالبحيث
بقلم: عمر سعيد محمد بالبحيث
- ارشيف الكاتب


من الآن فصاعدا لأي واحد كان، سواء من الشماليين حكومة و أحزاب، أو من الجنوبيين حكومة و أحزاب وقوى سياسية ومكونات أصبحت غايته التفاوض مع الحوثيين، فإنها يتعين عليه حمل حقيبته والتوجه إلى صنعاء مباشرة وليس بالضرورة الذهاب إلى مسقط.

بهكذا خطوة يكون قد اختصر الطريق وخفف على نفسه عناء السفر وأعباء المشكلة المثقلة على كاهله، وتبعات غايته من الغموض الكائن في من يمثل الجنوب في المفاوضات النهائية مع الحوثيين. فالذي لم يجر أية مفاوضات أولية مباشرة مع الحوثيين غير تلك التي في الجبهات بلغة النار والحديد والقادر على حسم نتائجها وتتويجها بالانتصارات لا يهمه إن كانت المفاوضات بدائية أم نهائية. فمثلما أوكل قرار الحرب لتحالف دعم الشرعية، بإمكانه بكل ثقة أن يوكله قرار إنهاء الحرب والتفاوض من أجل السلام على مبدأ الاعتراف الاحترام المتبادل.

بهذا المبدأ يتعاطى التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية مع رفض الحوثيين التفاوض مع الحكومة كطرف ندي لها من جهة، ورفض الحكومة إشراك المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف مستقل في أية مفاوضات مع الحوثيين من جهة ثانية. وليجعل الرفض غير مؤثر لا يعيق ولن يعرقل التفاوض من أجل السلام أبدى قبوله واستعداده أن يكون الطرف المقابل في المفاوضات. وأن الندية لا تقاس بمقدار القوة والضعف أو الغنى والفقر في تقدير الأمم والدول. يشار في ذلك المجتمع الدولي الذي أخذ في التجاوب لإيقاف خلط المصادر الرئيسية والثانوية لأسباب الأزمة ومضاعفات تأثيراتها ومظاهر تهديداتها.

كل ذلك يعود للاهتمام الكبير الذي يوليه تحالف دعم الشرعية كصانع للقرار برؤية المواطنين. وتركيزه على لقاءات من يمثلهم والمثقفين إلى جانب الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي بالمبعوثين الدوليين والغربيين وبالسفراء ومسئولي الدول التي زاروا عواصمها، ونتائج تلك اللقاءات والزيارات كمساهمة منهم ومشاركة في الترتيبات الجارية لإبرام معاهدة السلام المزمع توقيعها من قبل قيادة التحالف العربي والحوثيين. فلن يعد هناك أية حجة لمن نسي حققه في نقاشاته مع تلك اللقاءات والزيارات لحضور المفاوضات إلا إذا كان يحلم بالتصوير مع وفد الحوثيين.

من دون شك الإجراءات المتضمنة في معاهدة السلام تركز على الشروط الضرورية لحفظ النظام في الجنوب والشمال على حدود ما قبل 1990م، وربط العلاقات على أساس التعاون، وتفعيل الحركة الدبلوماسية لكل من حكومة عدن وحكومة صنعاء ودعم نقاط ارتكازها بحيث لا تتناقض مع توجهات دبلوماسية دول التحالف العربي.