آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-06:23م

إلهان عمر.. أيقونة الحق 

الجمعة - 03 فبراير 2023 - الساعة 09:59 ص

الخضر محمد ناصر الجعري
بقلم: الخضر محمد ناصر الجعري
- ارشيف الكاتب


  أقدم الكونجرس الامريكي على فصل النائبة المسلمة الهان عمر من لجنة الشئون الخارجية بالكونجرس الامريكي بعد تصويت المجلس يوم الخميس ٢-٢-٢٠٢٣م بواقع ٢١٨ صوتاً مقابل ٢٠١١ صوتاً لصالحها يحدث هذا بعد ان أصبح الحزب الجمهوري يتمتع بالأغلبية لكن الغريب في الأمر بأنه حصل اصطفاف صهيوني من الحزبين قبل ذلك بسبب تصريحات الهان ضد ممارسة الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين أعتبرها صهاينة الحزبين الجمهوري والديمقراطي معادية للسامية.

وماحصل يوم الخميس هو انتقام سياسي بأثر رجعي من الهان بسبب مواقفها السابقة والمستمرة هذا المواقف تجاه الهان عُمر تعبر عن حقيقة النظام الأمريكي وتعريه أمام العالم وان الديمقراطية وحقوق الانسان وحق التعبير ومحاربة الإرهاب في العرف و القاموس الأمريكي مجرد مصطلحات جوفاء وانها تسقط عندما يتعلق الامر بمصالح أمريكا وحجج أمنها القومي وتمس بقرتهم المقدسة إسرائيل.

فالحق لا وجود له في اجندات ساسة أمريكا ومرابيها وشركات صناعة الأسلحة ولوبيات الدعم للصهيونية...فهم يقومون بانقلابات على أنظمة ديمقراطية او وطنية وهم يشنون الحروب ويجوعون الشعوب وهم يفرضون العقوبات وهم يحاصرون أي نظام وطني يتمرد على سلطتهم او يرفض الخضوع لأجنداتهم ويخلقون معارضات لأي نظام يتبنى استراتيجية وطنيه للتنمية المستقلة بأهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية والعسكرية.

الهان عمر. هي صرخة قوية للمواطن الأمريكي في وجه هذا البطش والاجرام والعنصرية فهي لم تحمل سلاحاً بل كان سلاحها فقط التصريح بالكلمة والتمسك بالموقف الأخلاقي والإنساني واخذتنا إلى سفر التاريخ ومضت في موكب الثوار وعلى خطى المناضلين ضد العنصرية: اليغا محمد ومارتن لوثر كنج ومالكولم اكس ومحمد علي كلاي ولويس فرخان. وانجيلا ديفز التي حوربت في أمريكا كما تحارب اليوم الهان بسبب تأييدها للحق الفلسطيني. 

  هكذا هم اولي العزم والثابتون على المواقف يعانون ولكنهم لا ينحنوا.  يستمدون قدرتهم على الصمود من ايمانهم المطلق  بغلبة الحق ولو بعد حين .حتى وان بقوا وحيدين فلا يستمعوا الا إلى وحي ضمائرهم وعزة نفوسهم الأبية الهان لا تهني ولا تحزني فلقدغدوتي أيقونة الحق واصبتي بثباتك اعداءك في مقتل ..فتمسكي بمواقفك  فلستِ في هذا العالم لوحدك.