آخر تحديث :الثلاثاء-30 أبريل 2024-10:53م

لخفض درجة الغليان الحضرمي

الخميس - 26 يناير 2023 - الساعة 09:37 ص

عمر سعيد محمد بالبحيث
بقلم: عمر سعيد محمد بالبحيث
- ارشيف الكاتب


قبل أن ينفجر الوضع سياسيا في حضرموت كنا قد عبرنا عن رأينا في التدابير الواجب اتباعها بإجراءات تصحيحية لتفادي نتائجها. للأسف تلقوها بأذن من طين وأذن من عجين. وضعوها وملفات المطالب على الرفوف تعشش فيها العناكب حتى غدت المخاطر أشد وطأة على كاهل الحضارم مع قرب الاحتمال لانفجار الوضع عسكريا الذي يراه البعض أنه ضروري. وهو ضروري لتحقيق السلام الدائم الشامل ولكن الأفضل كما قلنا من قبل استلام وتسليم سلمي آمن يكفل سلامة وحقوق جنود قوات المنطقة العسكرية الأولى أثناء خروجهم من وادي وصحراء حضرموت.

من وراء هذا التسخين إذن؟ ماذا يرجى منه ولصالح من؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات والذي فيه تجري مفاوضات السلام بين التحالف العربي بقيادة السعودية وبين الحوثيين؟! إنها مفاوضات وليست حوار، ولا مجال للتقليل من شأنها بغرض إفشالها. تجري في ظل تعتيم مطبق وتكتم شديد. ما يدور فيها بعيدا عن متناول الغير وكل ما يقال عنها ما هو إلا تخمينات وتكهنات يراد منها إقلاق الرأي العام وزعزعة الثقة.

حضرموت التي اكتوت بنيران الحرب وآثارها ترى القادم أفضل وأن الوضع الرديء آخذ في الزوال. تأكيد ذلك يجيء على لسان ابنها البار محافظها الأستاذ مبخوت بن ماضي. لن تخضع لمكون واحد وتكون ضمن ما تتمخض به مفاوضات السلام الجارية في عمان. كما يشير الواقع على الأرض جنوبية الهوى والهوية، لأن مبادرة السلام توضع بين الدول وهي تجب ما قبلها من مبادرات التي توضع بين أطراف وأحزاب وقوى سياسية متصارعة على السلطة والحكم في صنعاء مثل المبادرة الخليجية. والتوقيع على معاهدة السلام تجب ما قبلها من اتفاقي الرياض في مسألة إدارة الحكم بالمناصفة في الجنوب. ولهذا، فإن كل من يجد نفسه خارج المشهد وضعه مهدد سيعمل على عرقلة مفاوضات السلام بأي ما يمكن. بالإشاعات والقرارات المرتبكة ليس لها إلا تضييع من الوقت ولو بإثارة مشاريع وهمية وفاشلة.

أغلب الفشل والعجز الذي أصاب حضرموت اليوم ناجم عن تآمر بعض الحضارم على جنوبيتها ودورها الريادي في قيادة ملف قضية الجنوب. يستطيع الحضارم التغلب على العجز المفتعل وذلك بأن تقوم قيادة الهبة الحضرمية الثانية ممثلة بالشيخ حسن الجابري بإرسال رسالة تظلم إلى القيادة المركزية للتحالف العربي في الرياض تتضمن شرحا وافيا لأوضاع حضرموت ومطالب الحضارم والعراقيل التي واجهتها وفي مقدمة إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من الوادي والصحراء، فهي العائق الأول في تحقيق الأمن والاستقرار.

هذه المسألة حسب متابعتنا، لا يرد ذكرها أبدا في رسائل وبيانات وتصريحات مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت ومرجعيتهما سواء الموجهة للإعلام أو إلى الوزارات ورئاسة الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي. حاليا يطالبون بتجنيد 3000 عنصر حضرمي ولم يذكروا العشرين ألف. وكان الأولى بهم أن يضموا الثمانمائة عنصر كانوا مرابطين في معسكر عدب إلى الثلاثة آلاف، وخاصة أنهم يؤكدون الأسماء من كافة مديريات حضرموت. مع وجود احتمال أن لا شيء سيتحقق لأن فاقد الشيء لا يعطيه. مسألة لم يجري الاهتمام بها من قبل بقصد أو بدون قصد أو بأوامر خارجة عن الإرادة. فكيف سيتم تحقيق هذا الطلب في ظل مفاوضات سلام تفضي إلى تجميد التوظيفات والتعيينات والاكتفاء بدفع رواتب موظفي الحكومة مدنيين وأمنيين وعسكريين بقوائم وكشوفات 2014م؟ أم أنه ضحك على الذقون!

الأحزمة الأمنية والنخب والمقاومة الجنوبية وألوية العمالقة ودرع الوطن وغيرها هي قوات جنوبية رواتبهم على التحالف العربي حتى الآن وليس على الحكومة. تأتمر بمجلس القيادة الرئاسي قائدها الأعلى نائب رئيس المجلس عيدروس قاسم الزبيدي تقوم بواجباتها على كل شبر من أرض الجنوب عامة وحضرموت خاصة. وسهام الشرق وسهام الجنوب خير دليل. وتؤدي دور مفصلي لكي لا ينفجر الوضع عسكريا في حضرموت تعمل على حفظ الأمن والاستقرار فيها وإرساء دعائم السلام في الجنوب.