هي البطاقة الخضراء ، ويمكن تسميتها : ضوء المرور الأخضر ، من أجل أن تصعد وتمر وتتخطى مراحل طويلة لازم تمر بها كبقية الكوادر ، يلزمك الحصول على " جرين كارد " دعوة الوالدين وحدها لا تكفي لتحقيق الطموح المشروع ، لابد من العمل خطوة خطوة والكفاح وبذل الجهود الكبيرة لتحقيق النجاح المرجو لخدمة الوطن ، لكن في هذه الحالة لن يتم الحصول على الجرين كارد إلا للمرور والإقامة الدائمة في قلوب الناس الطيبين والبسطاء من عامة الشعب هم الذين تجمعهم راية حب الوطن ونكران الذات ، أما العبور الى الوظائف العليا والمراتب القيادية في المنظمات الحزبية والجماهيرية والاتحادات والنقابات بشكل عام كان يتم ولايزال عن طريق أنواع الجرين كارد التي تستخدم من تحت الطاولة لكن رائحته تفوح على السطح وتزكم الانوف وتكشف اصحابها المُتَمَتْرِسون وراء تلك الأساليب العفنة التي لا تصنع أي خبرة او تراكم معرفي بل تحطم الكوادر الشريفة المجربة .
منذ أكثر من نصف قرن ونحن نعاني من المحسوبية والمناطقية و الشللية و التقاسم والمحاصصة والمزايدة والانتهازية ، في اختيار وتصعيد ناس ليس لديهم كفاءة أو معرفة بالمراكز التي تبوأها بفضل الجرين كارد ، والمصيبة انهم بعد فترة وجيزة يتطلعون الى ما هو أعلى وأعلى .
تلك الأساليب وتلك العناصر لا تصنع تنمية وتطور اقتصادي واجتماعي حقيقي ، بل تصنع مزيد من الازمات ، ويمكن تصنيفها بأنها قنابل موقوتة لتفجير الصراعات في كل المراحل والمنعطفات التاريخية . للأسف الشديد لا احد يتعلم من دروس الماضي ، ولازال البعض ـ افراد او جماعات ـ يكرسون هذه الاساليب الى يومنا هذا بطرق أكثر احترافية من ذي قبل ، تتجلى فيها عظمة السيناريو والإخراج والبروباجندا والمصيبة ستكون أعظم .
هناك أنواع خطيرة جداً من الجرين كارد منها على سبيل المثال لا الحصر النوع المخملي الناعم الذي يذوّب القلوب والأفئدة ويسلب العقول لكنه يرفع حامله الى الأعلى بكبسة زر وبكل سهولة ويسر دون الاكْتِرَاث للنقد والتجريح و لاحاديث السخرية والنوادر التي تقال هنا وهناك.
