آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:27م

القائد ومبدأ الثواب والعقاب

الإثنين - 16 يناير 2023 - الساعة 02:13 ص

صبري عفيف العلوي
بقلم: صبري عفيف العلوي
- ارشيف الكاتب


نعم.. قيل: إن لكل مجتهد نصيب، ولكن أحيانا قد يكون المجتهد مخطئا، والقائد الحازم، يقف مراقبا ومحاسبا، وتلك هي مهام القائد الناجح الذي لا يترك المجتهد يعمل دون أن يسأل، ولا المخطئ دون أن يحاسب ولنا في قصة الهدهد(الجندي) المجتهد في مملكة سليمان النبي مثلا، ..قال تعالى: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ، لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ، وقد وقف الهدهد  معتذرا لنبي الله سليمان عليه السلام: قائلا " أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ" فهنا نجد الهدهد بدأ بمقدمة يسميها علماء الصحافة المقدمة القنبلة حيث نراها تطغى على مسألة غيابه، وتضمن إصغاء نبي الله سليمان له.
ثم ذهب ببيان الدليل والبرهان قائلا : إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ، وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ).

إن الهدهد اجتهد واتخذ القرار وسافر لبلد بعيد دون أذن القائد، لقد كان اجتهاده وقراره صائبا، رغم ذلك لم يشفع له اجتهاده، بل أتخذ القائد عليه قرارا استراتيجيا قاسيا وصارما وأمام الملأ وهو قرار من متعدد أما أن يذبح أو يتعذب أو يأتي بسلطان مبين، تلك هي الإدارة الحازمة العاملة التي لا تترك الحبل على القارب، فيصير كل عامل يعمل ما يشتهي دون رقيب وحسيب.

من هذا المنطلق ياترى كم جنود وقيادات يخطئون وكم قيادات يرتكبون الحماقات دون أن يخضعون للمسألة وما يؤسف حقا حين تصدر اجتهادات وقرارات خاطئة من جنود وإدارات وقيادات هنا أو هناك. ويزعمون أنهم في مصلحون. 
فهل آن الآوان أن تفعل مبادئ العقاب الثواب، لكي تصلح أحوال البلاد والعباد ويكبح جماح الافساد والفساد.

اللهم أني بلغت اللهم فأشهد

العاصمة السياسية عدن

14- يناير-2023