من يتابع الأحداث والمشاكل القبلية خلال العشر السنوات الأخيرة ، يجد نفسه غريقا في مستنقع الأحكام العرفية التي ليس لها أي أرث قبلي متوارث كمرجع للأحكام العرفية بين القبائل ، فتم استبعاد ثقافة الدستور المتعارف عليه بين القبائل ، واستبداله بأحكام عرفية لا لها أول ولا أخر ، قد يقول قائل : نحن في الجنوب ورثنا القانون والنظام وفق مؤسسات الدولة ، من أدرات للأمن ونيابات وقضاء ، وإن الأحكام العرفية هي دخيلة علينا من الشمال ، وهذه الكلام غير واقعي ، فالرئيس سالمين طيب الله ثراه ، هو أرسأ الاحكام العرفية في المناطق الريفية كداعم يساند الدولة ، وفترة حكمه كانت عامرة بالمنجزات التاريخية مع القبائل ،فكانت حقوق الناس ومظالمهم محفوظة في مسودات عرفية ، تناقلها مشائخ القبائل من الأجداد إلى الاحفاد ، فالأحكام العرفية تمر في ثلاث مراحل تحكيم مع القبائل اليمنية التي تعتبر مرجع للقبائل العربية ، المرحلة الأولى سماع الأحكام ، ثم نقضها ، ثم المنهأ وهو الملزم بتطبيق الأحكام ، لكن كل تلك المراحل تصدر وفق مراجع قبلية متوارثة ،ليس كما يحصل في وقتنا الحالي ، القبيلي هو مشرع نفسه القاضي والحاكم ، من دون أي مرجعيات حتى لقبيلته ، يحكم على هواه ، وهذا بحد ذاته طمس مؤلم ينهي الأرث الايجابي المتوارث بين القبائل في الأحكام العرفيةالمتعارق عليها سابقا، بالأمس كانت أخطاء القبيلي تعدل بكلمة يلتزم بها ، أو بحركة أصبع يده على مقدمة وجهة أو بقطعة حديد ، قد لا تتجاوز السكين أو الجنبية ، أما اليوم قد تجاوزنا ذلك بعدول قبلية ، تتجاوز المعقول ، ناهيك عن الأحكام وتنفيذها ، حيث وصلت بعض العدول عند بعض القبائل إلى عشرات السيارات ، وربما تصل إلى طرح ابنائهم للتحكيم القبلي ، لا ندري إلى تسير بنا تلك الانتهاكات التي لا ناقة لنا فيها ،ولا جمل مع الأحكام العرفية التاريخية التي ورثناها من أرشيف الأجداد ٠فهل من خطوات تصحيحية من قبل الدولة مع أرث القبيلة في بلادنا ، خاصة وإن المجتمع اليمني مجتمع قبلي ؟!ما لم انتظروا دولة متخلفة يجلد بها الضعفاء ، ويرسخ فيها التمايز العنصري والمناطقي ، وتهان فيها القبائل وفق الأقوياء ،ممن يقودهم الجاة والمال ٠والأيام دول