آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-03:30ص

انقلاب السحر على الساحر!

الجمعة - 13 يناير 2023 - الساعة 10:03 م

بدر قاسم محمد
بقلم: بدر قاسم محمد
- ارشيف الكاتب


عندما اقتربت دولة قطر من افتتاح بطولة كأس العالم لكرة القدم مونديال 2022. بدأت الانتقادات الدولية والحملات الإعلامية تمنح الدوحة خيالا سينمائيا يستعرض احداث الفيلم العالمي gladiator "المحارب".

إذ يقدم الفيلم سيناريو دراماتيكيا يشير إلى ما يمكن وصفه ب، انقلاب السحر على الساحر . فالأمير الروماني الشاب الذي ابتكر "لعبة المصارعة" لترفيه وتسلية الشعب، الامر الذي يحد من تأثير وصلاحية مجلس النواب وبالتالي حله.

فجأة وجد نفسه امام ورطة تتمثل في تعاظم شعبية المحارب "ماكسيموس"، القائد السابق لجيوش رومانيا العظمى الذي تحول إلى عبد ومن ثم إلى بطل اللعبة التي اخترعها الامير الذي صار ملكا لتوه  .. الى اخر القصة التي لايتسع المجال لشرحها.

هذه المقاربة الفكرية حدثت في مونديال قطر 2022 على نحو مغاير. إذ اثارت بعض المنتخبات والفرق ووسائل الإعلام الغربي، بعض الافكار المثيرة للجدل فيما يخص هامش الحرية الذي يتمتع به ما يسمى ب"مجتمع الميم.

الامر الذي دفع الدوحة إلى تبني مقاربة معاكسة. على الارجح انها تلك المقاربة السياسية التي لطالما جعلت من كرة القدم احد وسائل الرفض والمقاومة. اذ بدا الامير تميم وهو يقف في منصة التتويج كي يمنح البطل الارجنتيني"ليونيل ميسي" البشت القطري وكأس العالم، وكأنه الرئيس الكوبي فيدل كاسترو وهذا الاخير دييغو ارماندو مارادونا.

بالمقابل صبت التناولات الفكرية والسياسية التي نشرتها مراكز البحوث والدراسات التابعة لقطر، في هذا الجانب الذي يصل بين كرة القدم وثقافة الممانعة والرفض.

من هذه الزاوية يمكننا رؤية كيف يمكن لليمين ان يستحيل يسارا والعكس صحيح، بالنظر الى الدور الذي لعبته الدوحة في دعم ومؤازرة الجماعات والأحزاب الإسلاموية واليسارية على حد سواء.
 مع ذلك مازالت هكذا تحولات سياسية يشوبها الخوف والتوجس. فغالبا ما تكون الخيارات التي تشير إلى تبني واحتضان التيارات الثورية ليست مبشرة.

على الارجح انها اولى الخطوات التي تؤول إلى "انقلاب السحر على الساحر".
.....
بدر قاسم محمد.