آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-07:27م

خمس مسائل لمشروع التصالح

الجمعة - 13 يناير 2023 - الساعة 10:17 ص

علي بن شنظور
بقلم: علي بن شنظور
- ارشيف الكاتب


 

في هذا اليوم الجمعة تصادف ذكرى إعلان التصالح
الجنوبي في ١٣ يناير عام ٢٠٠٦م.


١٧ عام مر ونحن نتغنى بالتصالح وقد تحقق جزء مهم من نسيج التصالح لكنه لم يكتمل بعد.

خمس مسائل مهمة نضعها لمن يتحدثون بأسم الجنوب قبل غيرهم.

١..لقد تم التركيز على طي احداث ١٣ يناير ٨٦م بحكم حجم ماحصل فيها من صراع انعكس على الجنوب وانقسام قادته الذين ظلوا يتحكمون بالمشهد حتى  ٩٠  ثم خروجوا 
بعد ذلك من الحكم بعد فرض نظام صنعاء القوة على الجنوب واسقاط مشروع الوحدة السلمية في ٩٤م.

عاد جزء بموجب ذلك المتغير للحكم مع صنعاء ممن كانوا خارج المشهد الجنوبي قبل ٩٠م أو بعد ٨٦م.

٢..حرب ٢٠١٥م التي قادها جناح الحوثي وصالح ضد الجنوب وضد الرئيس هادي وحدت الجنوب مجدداً حتى استعاد سيطرته على أجزاء كبيرة من أرضه  بدعم التحالف العربي(السعودية والامارات).
 

٣..أحداث عصفت بالجنوب بعد ذلك كجزء من صراع ليس الجنوب وحده
يخوضه مع صنعاء أو مع الإخوان والحركات المتطرفة
وصراع أقليمي بيني أثر على الجنوب.. وهناك من هو واعي له من النخب ومن القيادات و لكن الجميع لايمتلك قرار
في المضي بأي مشروع جنوبي دون تأثير الخارج وذلك الصراع اليمني.

٤..ظل مشروع التصالح قاصر رغم أن الرئيس الذي حكم الشرعية قبل تشكيل مجلس القيادة من الجنوب ورغم أن الجنوب لديه إطار سياسي انتقالي بعد ٢٠١٧م ولو لم يكن لكل القوى الجنوبية.
وظل البعض يتغنى بالتصالح كشعار ولكنه في الواقع يعمل عكس ذلك من خلال الممارسة التي تظهر بعض الفرز المناطقي والحزبي في الواقع والتعيينات المدنية والتشكيلات العسكرية الخ..

مما أضعف ذلك 
المشروع وعملت بعض القوى على إعادة تذكير الجنوب
بأحداث يناير ليس
للعبرة ولكن للقول لن تصلحوا لبناء دولة وتعالوا نحكمكم مجددا من صنعاء أو سنمزق الجنوب دويلات.

5..لذلك..الخلاصة

مشروع التصالح يتطلب خطوة 
عملية بعقد مؤتمر للتصالح.. تشكل له لجنة وطنية مستقلة يقوم بالموافقة عليها رؤوساء الجنوب الذين هم على قيد الحياة  ونقترح أن يتبنى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بوصفه الشخصية الموجودة في صدارة القرار السياسي الحالي.
فكرة عقد المؤتمر التصالحي مع رفاقه قادة الجنوب عبر لجنة جنوبية تتولى التحضير للمؤتمر   بمشاركة ممثلي عن كل المراحل منذُ ٦٧م وحتى ٢٠١٩م

المؤتمر التصالحي ليس سياسي بل تسامحي عملي يشكل آليات لكيفية تجسيد التصالح في الواقع ولايكون موجه ضد أي طرف قد يعتذر عن الحضور أو أي حزب سياسي حتى يكون أداة للتصالح والتوفيق والعمل في الواقع بين الجميع وليس مؤتمر للفرز السياسي ينتهي تأثيره الودي ويعاد الانقسام بعد الخروج من القاعة.

ويقر رؤية الجنوب للتصالح والتعايش دون الخوض في المشروع السياسي
باستثناء الاجماع على إحترام
خيارشعب الجنوب ومايقرره لنفسه.. (الجنوب لكل أبنائه
وبكل أبنائه)

ويترك تفاصيل المشروع الوطني الجنوبي والدولة لمؤتمر جنوبي آخر للمكونات السياسية والمجتمعية لقضية شعب
الجنوب يقر رؤية المرحلة الانتقالية أوخارطة طريق... تراعي التوفيق بين
متطلبات بناء دولة الجنوب الفدرالية واقاليمها بعد فشل مشروع الوحدة اليمنية وتراعي  متطلبات المرحلة
الانتقالية اليمنية والسلام في اليمن.

وكيفية تحقيق ذلك.؟ كما حصل في جنوب السودان أو أي تجربة ومشروع آخر يسانده الخارج.

فهذا الأمر سيترك للمؤتمر الجنوبي ليقرره.وبما يجعل الخارج يقف مع المشروع الجنوبي ويجعل اليمن الشمالي لايتحول لمعول هدم للجنوب بخوفه من الجنوب ومشروع الحل وفقدان مصالحه.

فبدون وحدة الجنوب في الرؤية المُشتركة ومساندة الخارج للحلول سيظل الصراع قائم على التفتيت للجميع فلا جنوب فدرالي مستقل سيتحقق برئيس ونظام ودولة واحدة في المنظور الواضح ولا يمن اتحادي سيتم  بمنطق العقل بعد هذه الحروب برئيس وجيش ونظام واحد وسيمتزق الجميع لدويلات تهنش بعضها البعض.

تحية لكل من يطبق التصالح كواقع وسلوك ولايتذكره حينما يخرج من السلطة وينساه حينما يكون فيها.

والله الموفق