آخر تحديث :الأربعاء-01 مايو 2024-02:05ص

لتبدأ ثورة الغضب من مكاتب القادة والمسؤولين

الخميس - 12 يناير 2023 - الساعة 08:58 ص

منصور نور
بقلم: منصور نور
- ارشيف الكاتب


 

منصور نور

الزيادة الجديدة في الضريبة الجمركية التي أعلنتها حكومة المناصفة، مطلع العام الجديد 2023 ، يعني تأكيد الفشل الكارثي الذي تستمتع به حكومة (اللامعين)، بجلد هذا الشعب الصابر و عيشه المنكود، وأنا أتحدث هنا عن شريحة كبيرة من المواطنين ذوي الدخل المحدود والحال المنكود، ونحن الأكثر تضررًا من الأوضاع المنفلتة، التي عبثت بحياة الناس المغلوب على أمرهم وقلة حيلهم، وخاصة الذين لا دخل معيشي لهم، غير راتب/ معاش تقاعدي لمعيلهم المتوفى أو الحي، والذي لا يزيد عن 34 دولارًا شهريًا، وهو لا يساوي قيمة المواد الغذائية الضرورية، كالأرز والسكر والدقيق والشاي والزيت.. لأسرة صغيرة، ناهيك عن قيمة أسطوانة الغاز المنزلي إذا أستعضنا عنها بإحراق الحطب والكراتين للطبخ.
فكيف بالله سيكون حال الناس مع هذه الزيادات الضريبية الجديدة؟

سياط هذه الزيادات لن تلهب ظهور التجار كثيرًا، بل ستتحول السياط إلى سواطير وسكاكين كبيرة تذبح هذا الشعب، وتسلخ جلده من قبل حكومة اللامعين، وتزيد من عذابات الناس بكرباج غلاء المعيشة، وطعنات الارتفاع الفاحش لأسعار المواد الغذائية، وقيمة إيجارات المساكن وتدهور القيمة الشرائية للريال المطبوع من عهد الدنبوع!

إنّ ما ذهبت إليه حكومة المناصفة اللامنصفة، لا يعني إنها قد وجدت الحلول لتحسين المستوى المعيشي للشعب،د بتلك الاجراءات، بل إنها أسقطت ورقة التوت، وأضاعت آخر قطرة ماء في وجهها الحنديس الخسيس، لتتحول إلى غول يأكل النتن والعفن! وإلى دولة مماليك تفرض الجبايات لتثير جشع التجار وتزيد غالبية الشعب فقرًا.

 أدعو كل الشرفاء والوطنيين من أبناء هذا الشعب المألوم والمكلوم، ومنظمات المجتمع المدني في هذا الوطن، الذي دمرته الحرب وأنزفته وأهلكته حكومة المناصفة اللامنصفة!! إلى مقاطعة كل مهرجانات وفعاليات وزاراتها، التي تحتضر بإقامتها في المحروسة عدن وغيرها من محافظات الجنوب، وأحذروا الاحتفال والغناء والشعب المظلوم يذبح، بعد أن وصل الضرر بقُوْته الضروري.

أيها الشرفاء الغيورين على كرامة وسيادة هذا الشعب، المطلوب منكم ألّا تلهيكم المظاهر الزائفة وتستغلكم بالسخرة حكومة تجوّع الشعب وأنتم منه وإليه، وإن كانت هذه الزيادات الضريبية المجحفة لن تضرّكم، مقابل المكافآت والحوافز التي تعطى لكم، فعلى أقل الإيمان بتقوى الله، لا تشاركوا الحكومة و وزرائها بالرقص على جثامين هذا الشعب ودماء شهدائه الميامين وجرحاه الأبطال.

إننا لا نريد أن نمجّد وزراء ومسؤولين أو قادة عسكريين.. لا نفع فيهم وهم ينظرون إلى وطن مدمر و ينهار ويضيع، وشعب يباد بشكل فضيع.
لا نريد أن نكون مداحون لولائم أعراس المسؤولين والقادة، ونافخين لبالونات رؤوسهم وكروشهم، ومدحهم بما ليس هم أهل له، وليس فيهم من صفات الشهامة والإقدام والمروءة الوطنية، والشعب يُشنق على أعلى أعواد الجبايات والأسعار..
 و لأنّ ثورة الجياع، ثورة المعدمين.. يجب أن تنطلق من مكاتب المسؤولين والقادة، لا أن يأتوا في الأخير بتمام الساعة (25) ليتصدرون الصفوف ويتزاحمون بالعراك على (ميكرفون) منصات الغضب، ويتسابقون لإلتقاط الصور التذكارية!

فهل ننتظر من الوزراء ونوابهم ووكلاء الوزارات، والمحافظين ووكلاء المحافظات ومدراء العموم والمديريات، الذين يرى فيهم الشعب، الأمل كآخر نبضة وطنية تحميه وتحافظ على كرامة الشعب وعزّته، وليسجل التاريخ للشرفاء منكم، وقفتكم الشجاعة، ونصح هذه الحكومة اللامنصفة، بتقديم استقالتها مع بطانتها السيئة أو إعلان سقوطها بالتنحي عن مناصبكم والتّخلّي عن إمتيازاتكم التي تصرف لكم من خزانة المال العام، والتبرع بها لصالح المعدمين من العوام، كفعل ثوري.. وإن كان تحقيق ذلك ضرب من المستحيل، لأنكم لن تجرؤون على القيام بذلك، خوفًا على مصالحكم ومستقبل أولادكم، بعد أن بلغ فساد الحكومة الزبى.
وأنتم تتحملون مسؤولية الظلم والفساد بالشراكة معها، و وجودكم فيها و قربكم منها، وقد تنمّرت ببطانتها الفاسدة، و عمّ الظلم والطغيان في سائر البلاد.

وإنّا لمن يقول: إنّي أخاف الله في عباده، و لصحوة الضمير الكبرى .. منتظرون.
وليُزهق الباطل ويذهب الظالمون، ويسقط هوامير الفساد، ويتحرر الشعب منهم إلى الأبد.