آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-04:42م

وين ما حانت كانت.

الإثنين - 09 يناير 2023 - الساعة 07:34 م

بدر قاسم محمد
بقلم: بدر قاسم محمد
- ارشيف الكاتب


فرق كرة القدم عادة ما تعكس الشخصية المحلية لأي بلد، فعلى سبيل المثال يعد التطور الكبير الذي حدث في طريقة لعب المنتخب الياباني نتاجا طبيعيا لدينامية العمل الجماعي الدؤوب الذي يشتهر به اليابانيون، الامر الذي يحيلنا بشكل غير مباشر إلى صورة من صور التكافل الوطني وربما الاجتماعي.

بينما يحل المنتخب الالماني في المرتبة الثانية من حيث التحلي بروح المثابرة والإصرار التي تنقصها إلى حد ما طريقة اللعب الشامل، ولذلك حاولت المانيا ان تنقل التجربة الإسبانية الوليدة التي برزت في الآونة الاخيرة بقوة في عالم كرة القدم. لكن المستوى الهزيل الذي ظهر به الفريق الالماني في اخر مونديالين لكأس العالم يشير إلى الانحدار والتراجع لأسباب نجهلها. الامر الذي حدث بعد ان ارتفعت فرص النجاح الالماني في مونديال 2014 بالبرازيل.

بالمقابل اذا ما انتقلنا على نحو مفاجئ للحديث عن المنتخب اليمني، حيث يصعب العثور على طريقة لعب معينة تصلح للقول بأن ثمة شخصية وطنية. فإن ليس هناك أفضل من الجدل الإعلامي الذي اثير مؤخرا عن حالة اللاعب اليمني المزرية التي ظهر بها في بطولة خليجي 25 في البصرة بالعراق. إذ تتواتر التسجيلات المرئية للاعبين اليمنيين والتصريحات الصحفية للجهاز الفني والإداري التي جميعها تدور حول موضوع واحد، الا وهو شحة المستلزمات الرياضية، الامر الذي يدفعنا للحديث عن حالة من الفقر المدقع في الموارد المالية. وبالتالي لا يرتقي المقام اليمني إلى مستوى المقال الرياضي الذي يستعرض ويقيم الكادر والفريق اليمنيين.

ثمة منتخب يمني يثير الشفقة والتعاطف العربي والإقليمي وربما الدولي. وهذا النوع من التجديف الإعلامي خارج حياض الوطنية والانتماء، هو السمة الابرز التي يتميز بها اليمنيون دون غيرهم. حيث تبرز متلازمة الاداء اللاوطني جنبا إلى جنب سردية الوحدة اليمنية التي تسافر بعيدا كعادتها لتعبر حدودها الوطنية إلى فضاءات سياسية ارحب واكبر من حجمها وقدرتها على الثبات والمواجهة.

لذلك وفق المقال الرياضي الذي يشير إلى ان كرة القدم هي الوجه الآخر للشخصية الوطنية وطبائع الشعوب. استطيع القول ان المنتخب اليمني يمتلك طريقة لعب معينة مفادها:

_ هيا بنا نلعب ووين ما حانت كانت!.  

.....
بدر قاسم محمد