آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-06:23م

يرفضون وجود العدنيين في السلطة

السبت - 07 يناير 2023 - الساعة 04:53 م

عبدالكريم الدالي
بقلم: عبدالكريم الدالي
- ارشيف الكاتب


              
                       
من خلال شواهد وممارسات كثيرة على أرض الواقع يتأكد للجميع ان هناك في السلطة وبعض الاحزاب السياسية من يمتلكهم الخوف والفزع لمجرد وجود عدني في موقع قريب من السلطة ، فكيف لو كان في السلطة ?! الاان هذا الشعور بالخوف والفزع من وجود أبناء عدن في السلطة لم ياتي من فراغ ولكن بسبب معرفتهم  بحجم ماارتكبوا من ظلم وبغي وطغيان ضد عدن وابناء عدن والهوية العدنية ، لهذا يمتلكهم الاحساس بالخوف لشعورهم بالدنب الا انهم رغم ذلك يرفضون الاعتراف بما اقترفوا من مظالم على رغم اقرارهم ذلك بسرهم وفيما بينهم ، وبسبب طبيعتهم في حب الانتقام نتاج ثقافة العنف والعنف المضاد المعشعشة في عقولهم ، يذهب تفكيرهم إلى أن العدني  سينتقم منهم اذا أمتلك سلطة ، تلك الفكرة ترسخت في اذهانهم  بسبب ما ارتكبوا من مظالم ضد عدن وابناء عدن والهوية العدنية ( فكل يرى الناس بعين طبعه ) وهكذا هم يغرقون اكثر وأكثر في مستنقع ظلمهم وبغيهم وطغيانهم وعنصريتهم القديم المتجدد ، ويجلبون معهم أبناء عصبتهم من مناطقهم وقراهم ليحتموا بهم وهم يمارسون الظلم والبغي والطغيان والعنصرية تحت مظلة السلطة  ، وبذلك يرسخون في المجتمع ثقافة العنف والعنف المضاد على اساس العداء والكراهية والاستقواء بالسلاح المنفلت الدي لايخضع لسلطة النظام والقانون  ، بدلا من ثقافة الحرية والعدالة والمساواة والسلام  ،  متناسين ان عدن كانت ومازالت وستبقى مدينة المدنية والتعايش بسلام  وامان ومحبة لكل الاعراق والاديان والطوائف والمذاهب تحت مظلة النظام والقانون ، والشعب العدني كان ومازال وسيظل يحمل مشعل ثقافة السلام والعدالة والمساواة والمحبة تحت مظلة النظام والقانون  ، الا ان العيش تحت مظلة النظام والقانون هي المشكلة الحقيقة ومربط الفرس بالنسبة للطرف الاخر الرافض لوجود العدني في السلطة  فهم لا يستطيعون العيش الا بوجود الفوضى والعنجهية والظلم والبغي والطغيان في ظل ثقافة العنف والحقد والكراهية واقصاء الاخر والاستقواء بالسلاح  لتعم الفوضى والانفلات الامني وانهيار مؤسسات دولة النظام والقانون وبذلك تفتح بوابة نهب وسرقة الحق العام والخاص .
حقيقة لايمكن لأحد أن ينكرها وهي ان الشعب العدني شعب مدني ، والمدنية تعني بالنسبة له ثقافة وفكر يعكسها الفرد في سلوكه وتعامله اليومي مع الاخرين ، وليس مجرد  شعارات جوفاء وكلام للاستهلاك الاعلامي وبدلة رسمية مع ربطة العنق . لهذا شعب عدن  لا يطالب بالانتقام من الدي ظلموه بنصب المشانق وتجهيز فرق الإعدام وفتح أبواب السجون والمعتقلات ولكن هو يريد رفع عنه المظلومية التي فرضت عليه من خلال  :-
1_ الاعتراف بخصوصية عدن التاريخية والجغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية واحترام هذه الخصوصية 
2_ الاعتراف بحقوق شعب عدن السياسية والمدنية وحقهم في ادارة مدينتهم وفي السلطتين المركزية والمحلية والثروة والأرض والسكن والوظيفة القيادية واحترام هذه الحقوق 
3_ الاعتراف بالهوية العدنية واحترامها ورفض كل ممارسات واساليب طمسها وانكارها واقصاءها وتهميشها 
4_ تطبيق العدالة الانتقالية وجبر الضرر  والتعويض العادل في عدن من العام ١٩٦٧م  .
هذا هو شعب عدن المدني كما يرفض الظلم والبغي والطغيان والعنصرية من الاخرين ضده  ، ايضا يرفض عدم القبول بالاخر والانتقام والعنف منه ضد الاخرين ، على رغم ما ارتكبت  من مظالم ضده  .

عبدالكريم الدالي