آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-04:14م

إنفصال حضرموت

السبت - 24 ديسمبر 2022 - الساعة 03:02 م

خالد سلمان
بقلم: خالد سلمان
- ارشيف الكاتب


التشظيات هي السمة الأبرز الآن ،  ودغدغة المشاعر أو صناعة الوعي الزائف هي الأُخرى سمة يمكن ملاحظتها في صراع المشاريع في اليمن. 
إن أردت إنفصالاً صنعوا لك داخل الإنفصال إنفصالات جهوية متعددة ، هذا ما نشهده اليوم من سرقة خطاب الإنتقالي أو بالأصح محاولة نحره ، فإذا كان إستعادة دولة الجنوب هو الشعار الرئيس منذ الحراك الجنوبي وحتى الإنتقالي ، فإن الشعار ذاته وبصورة مقزمة وبنوايا مغايرة ،يتخلق اليوم على مستوى حضرموت، بإنفصال حضرموت عن حاضنتها الجنوبية وإعلانها دولة مستقلة ، في مفارقة لا تتسق مع هدف  الشعار المعلن ، حيث جوهر هذه الدعوات تتصادم مقدماتها مع النتائج ، الدعوة لسلخ حضرموت والإنفصال عن الجنوب، ومن ثم الإتحاد أو الإنضواء الكلي تحت دولة مركزية موحدة، عاصمتها ومركز حكمها صنعاء أياً يكون الطرف الحاكم!. 
ما يحدث اليوم في حضرموت هو صناعة مفبركة لأجسام موازية والذهاب بالمطالب بعيداً ، من دولة جنوبية إلى دويلة في خاصرة الجنوب ، ويبقى الهدف تفريغ الحراك المدني الحقيقي في حضرموت من عنفوانه، ورمي قنابل دخان لمضاعفة صعوبة تحديد الأولويات ووجهات السير ، وخلق أسئلة ملتبسة مع من وكيف وإلى اين، فالحراك الحقيقي يدعو إلى إنسحاب قوات المنطقة الأولى،والجسم المخلق يدعو إلى إستقلال حضرموت بأدوات ودبابات المنطقة الأولى! ، وهنا تكمن المفارقة الدالة على عدم أصالة أصحاب هذه الدعوة، وحقيقة إنتمائهم  لمرجعيات سياسية  غير ذي صلة بحضرموت ناساً وتطلعات ، مرجعيات عبارة عن أحزاب دينية تؤمن بالخلافة كهدف ،ولا تؤمن بالوطن كخيار نهائي ،  ناهيك عن حضرموت دولة مستقلة. 
ولأن السياقات مترابطة ، والصراع يحتدم على أكثر من جهة ومستوى، فإنه لا يمكن فصل عدم إستجابة رعاة إتفاق الرياض، بتنفيذ بند سحب القوات إلى ساحة المواجهة مع الح وثي ومنها المنطقة الأولى ، وبين  وجود فقاعة دعاة حضرموت دولة ذات سيادة ، وصفقات الحلول النهائية الإقليمية الدولية ،التي لا تلبي الحد الأدنى من مطالب الجنوب ، هذا التشابك يسعى للوصول إلى ممارسة الضغط على مشروع الإنتقالي ،ووضعه بين مطرقة الداخل المفتوح على إحتمالات متعددة، وسندان الخارج ،بصناعة كماشة تفتح أمامه قوس خيار قبول التعاطي مع القضية الجنوبية كمظلمة تُعالج في سياق كل مظالم اليمن، ولاشيء آخر  على الطاولة، لا دولة مستعادة ولا حتى إقليم في يمن مكون من إقليمين ، وإبقاء نموذج إستقلال حضرموت للترويض ، شبحاً يحوم في سماء كل المحافظات الجنوبية ، وخاصة تلك ذات الميول الإنعزالية في مناطق الثروات .   
حضرموت دولة مستقلة ،مجرد هراوة إبتزاز وفقاعة وشق صف ليس إلا.