آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-08:24م

كيف لحالنا أن يستقيم ونحن نعيش على المساعدات؟!

الجمعة - 23 ديسمبر 2022 - الساعة 07:02 م

عمر الشيابي
بقلم: عمر الشيابي
- ارشيف الكاتب


 هل أصبحنا كشعب دون فائدة وقيمة في هذا الوطن؟!وهل أصبحنا نعتمد على الغير ونعيش على الدعم والمساعدات الإنسانية والهبات والقروض والودائع؟!

أن كنا كذلك بل وهذا هو حالنا بكل أسف فمن المسؤول عن هذا؟!

من أوصلنا إلى هذا الحال البائس والتعيس والمذل؟!هل هي الحرب؟!هل هي قيادات الدولة المتعاقبة على السلطة؟ هل هو التحالف وسياساته التدميرية والمذلة التي يدير بها الحرب والازمه بل الأزمات الكثيرة الناتجة عنها والموجودة في اليمن؟!

لننظر إلى واقعنا وحالنا اليوم وبدون تزييف له وهروب من الحقيقة الماثلة أمامنا أو غض الطرف عنها وبعين الإنصاف سنجد أن أكثر قوام القوات العسكرية والأمنية جالسه في البيت تنتظر نهاية كل شهر استلام معاشها فقط، قوة بشرية كبيرة فيها كثير من الكفاءات وفي مختلف التخصصات العسكرية لكنها مهملة ودون فائدة منها. وكذلك معظم منتسبي السلك المدني أشبه بالعاطلون عن العمل في البيوت وحتى المداومون أعمالهم قليلة ومحدودة. مرتبات هؤلاء جميعاً عجزت الدولة عن دفعها بشكل منتظم وعجزت أيضاً عن دفع حقوق البعض من علاوات وتسويات وغيرها.

نسبة الفقر تفاقمت وأصبح نصف السكان وربما أكثر يعيشون تحت مستوى خط الفقر وهذا ما تؤكد عليه منظمات مهتمة بهذا الشأن ذلك دفع ببعض المنظمات الإنسانية إلى تقديم مساعداتها الغذائية والمادية المتنوعة لهم. الامراض الخطيرة بكل تسمياتها والتي أصابت الناس وأودت بحياة الكثيرون منهم هي الأخرى ساعدت منظمات مهتمة بهذا الأمر إلى تدخلها في اليمن وتقديم العلاجات واللقاحات اللازمة لها.

 وكذلك الحال في مجالات أخرى كالتعليم الذي انزلق هو الآخر في هذا الاتجاه وأصبحت قياداته تبحث عن فتات المساعدات المرتبطة بالتعليم ونست مهمتها وواجبها الأهم في إصلاح حال التعليم حتى وصل التعليم إلى هذا التدهور المخيف..وانهيار العملة المحلية وانعدام البترول ومشتقاته وغير ذلك كثير فتح الباب على مصراعيه أمام هذه المنظمات الإقليمية والدولية لتحشر أنفها في الشأن الداخلي اليمني بحجة تقديم المساعدات الإنسانية لليمن حتى أصبحنا نعتمد عليها كثيرا في معيشتنا وتوفير خدماتنا الضرورية وفي كل شؤون حياتنا ونسينا أن دخول هذه المنظمات بكل تسمياتها واختصاصاتها هي دمار وخراب للبلاد والعباد ولنا عبره في دول انزلقت في هذا الأمر كيف أصبح حالها اليوم؟!

أن المؤسف له حقا أن نرمي بأنفسنا في هذا الاتجاه ونحن نعلم مخاطرة وآثاره السلبية الخطيرة على الشعب والوطن خصوصاً ونحن نملك ثروات هائلة جدا تكفينا بل وتكفي شعوب المنطقة من بترول وغاز وذهب ومعادن وغيرها مازالت مدفونة في باطن الأرض وثروات سمكية وحيوانية هائلة ومساحات شاسعة من الأراضي التي لو تم استصلاحها ومنحها للشباب وهم كثير لزراعتها لعادة بالنفع والخير. وموانئ ومطارات ومنافذ برية وضرائب وجمارك وغيرها عائداتها أموال طائلة جدا.. لكننا نفتقد للقيادة النزيهة الصادقة والوفيه والشجاعة التي تقود البلد لما يعزها ويرفع من شأنها ويجعلها من الشعوب المتقدمة والراقية والمزدهرة. لا أن تجري بنا نحو المساعدات والهبات والعطايا من الغير والخضوع والانبطاح لهذه المنظمات والدول التي تقف خلفها لتملي علينا إرادتها وقراراتها وشروطها ولدينا كما قلنا ما يكفينا.