آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-06:23م

مساعي الأشقاء العمانيين إلى أين؟

الخميس - 22 ديسمبر 2022 - الساعة 04:32 م

عبدالوهاب طواف
بقلم: عبدالوهاب طواف
- ارشيف الكاتب


كم أتمنى أن تنجح مساعي أشقائنا العمانيين لإحلال السلام في اليمن، من أجل إنهاء معاناة الشعب اليمني الصابر المظلوم، الذي يتلظى بسعير حروب الجماعة السلالية منذ 2004.

 

ولكنني أعلم علم يقين أن الحوثية لا تريد السلام وإنهاء الحرب، فهي ترى في الحرب حاضرها وضمانة لمستقبلها، وتريد فقط إدارة عملية استمرار الحرب وابتزاز الخليج. وها هي اليوم تطالب بمرتبات وتغذية ومستلزمات لميليشياتها التي تقاتل الحكومة اليمنية والشعب اليمني ودول الخليج، دون تقديم تصور لإنهاء الحرب وعودة الدولة، وإنهاء معاناة الناس!

 

تريد الجماعة السلالية من الآخرين تقديم الأموال لعبدالملك الحوثي عدًا ونقدًا، على أن يظلوا يحكمون البلاد بلا التزامات بعودة الدولة، وبلا ضمانات لإنهاء تجريفهم لهوية اليمنيين ودستورهم وقوانين دولتهم، وبلا ضمانة لتراجعهم عن تطييفهم لمؤسسات الدولة. يريدون من السعودية المصادقة على سلطتهم، ومباركة تعييناتهم لكل موظفي الدولة وقادتها ومسئوليها من الهاشميين التابعين لحركتهم السلالية العنصرية، ولا يريدون تقديم ضمانات بحقوق الناس وتقديم الخدمات للشعب اليمني.

 

تريد الجماعة السلالية من الآخرين أن يدفعوا تعويضات للحرب لهم لا للشعب، وكل شروطهم تأتي لترسيخ وجودهم على حساب وجود الدولة، وضمانة لمصالحهم على حساب مصالح الشعب اليمني.

 

يعتقدون أنهم سيمررون شروطهم الخاصة على الجميع، ولكنهم لا يعلمون أن هذه التنازلات التي توافق عليها الدولة الشرعية والتحالف هي محاولات مسؤولة لإنقاذ الناس، ولإقناع العالم بحسن النية، وإثبات أن الجماعة لا تريد سلامًا، كونها جماعة تستمد بقاءها من الحروب والفتن، ولا تمتلك مشروع دولة، ولا تستطيع أن تبقى في ظروف صحية وسلام واستقرار، كون عقائدهم ومروياتهم وكتبهم وسياساتهم وخططهم ومدوناتهم، تتصادم مع معتقدات وقناعات اليمنيين، كونها مستمدة من عصر قريش ومن خلافات بني أمية وبني هاشم، ونظرية البطنين، ومن أساطير الفُرس وأكاذيب الولاية، ولا يجدون أنفسهم إلا بنهب الآخرين وسلب ممتلكاتهم، ولا يستطيعون البقاء والاستمرار إلا في ظل ترويج قصص مظلوميات تنالهم، ووجود أعداء لهم في الداخل والخارج، لتسهيل تجنيد الشباب في حروبهم، ولكتم أنفاس أي حركات معارضة لتوجهاتهم وأعمالهم القمعية والطائفية.