آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

نوفمبر المجيد لقد طال الإنتظار

الخميس - 01 ديسمبر 2022 - الساعة 08:43 ص

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


لم يكن نوفمبر المجيد إلا تتويجا لتضحيات ثوارنا الابطال الذين روى الأرض بدمائهم  الزكية والطاهره  من أجل أن تنعم الأجيال القادمة بعزة وكرامة ومن أجل أن يحافظ الوطن على سيادته العظيمة ويصون قراره السياسي من تدخلات الخارج وتأثيرات الطامعين  فقدموا أرواحهم الزكية قربانا لذلك النصر المبجل وجر آخر جندي بريطاني أذيال الهزيمة من جنوب الوطن   معلنا عن إستقلاله الناجز.

وبعد مرور نصف قرن ذلك النصر العظيم  والاستقلال المجيد هاهم اليوم الأحفاد يحتفلون بذكرى ذلك النصر المكتوب بماء الذهب في صفحات التاريخ المشرقة ليبقى ذكرى عظيمة لكل عشاق السيادة وتراب الوطن الغالي.

لقد مس شعبنا الضر ولسان حاله يقوله بأي حال عدت يانوفمبر ونحن نكابد واقع مرير بعد أن عاد الطامعون وصنعوا مرتزقة لهم بأموالهم ويتنقلون على ترابك  الطاهر بقواتهم وجنودهم ويجدون من يصفق لهم ويبادلهم القبلات والابتسامات بل  ينتظرون الخارج ليصنع لهم مجدا ويهب لهم وطن  فعذرا  نوفمبر فلاقيمة لنا بالاحتفال بنصر الأجداد ولايزال فينا من يفتخر بالارتزاق ويحمل علم  الخارج ويتبجح بخطف قرارنا السياسي وإنتهاك سيادتنا الوطنية ويستلم المقابل ويتلذذ بالعطايا مناقضا كل المبادئ والأسس التي وضعها أبطال فجر نوفمبر العظيم ذلك اليوم البهيج قبل 55سنة من اليوم .

ومن المؤسف حقا  أنه  في كل مراحل الفشل والانتكاسات والأرتماء في أحضان الخارج يكون الشعب هو من يدفع ضريبة الفشل وثلة قليلة تعيش في النعيم المقيم  و شعبنا يعيش في الجحيم المذل  ويستقبل الصدمات السياسية  بغياب العقل المدبر والحكيم في أحداث متعاقبة وفرص ضائعة وحلقات موحشة يسبل أغوارها مخرج يفهم طبيعة الأرض لتبقى هذه البقعة الطاهرة  ذات الموقع المهم تدفع تكاليف موقعها الجغرافي ويعيش فيها المواطن شتى صنوف الذل والإهانة وفي سبيل ذلك تغذى المناطقية وتنتشر الفوضى ويدعم الجاهلين ويحارب الوطنيين ويقصى الشرفاء والثائريين وكل رجال السيادة اليمنية حتى يظل أولئك الجاثمين ردحا من الزمن.

كم نحن اليوم  بحاجة ماسة أن نصنع ضحى فجر جديد ونرسم معالم نصر ينتشل الوطن من جحيم الحرب في أطول حرب عرفها تاريخ اليمن الحديث ونحن نقرع أبواب عامها التاسع في صراع  لم يشهد له الوطن مثيل لقد أنهكت كواهل المساكين وأرهقت دموع الأمهات وحرقت قلوب اليتامئ وكسرت قلوب الارامل وأصبح الشعب ذليل كسير لا يجد ما يسد به رمقه ولا أنين جوعه ولم يعد بيع الوهم والزيف ذو قيمة ولامعنى.

لقد أصاب شعبنا الملل وتمكن في وجدانه اليأس من واقع مرير وتصرفات سياسية عقيمة وأخطاء لاتغتفر يرتكبها ممن نصبوا أنفسهم صناع للقرار السياسي  أو نصبهم الغير ولكن لايزال يساورنا الأمل ويتملكنا اليقين وتكبر في نفوسنا روح الانتصار فنحن أحفاد ثوار نوفمبر الذين تركوا لنا شعلة مضيئة ويوم عظيم وأرض مروية بدمائهم الطاهره لن نستسلم ومازال شمسان الشامخ  يبث في أرواحنا نصر متجدد ووكبرياء قلعة صيرة تلهمنا معاني الصمود   و جبال ردفان توقد في نفوسنا شراشرة النصر المنتظر .

نوفمبر العظيم لقد طال الانتظار فمتى تصنع  النصر في ربوع وطننا ونحتفل بالانتصار  بأسس سليمة وثوابت عظيمة يحفظ لنا سيادة أرضنا ويستعيد قرارنا المسلوب ويطرد الطامعين وينشر السلام  ويتسع الوطن للجميع ويعيد للشعب المغلوب  حياته الكريمة وعيشه الرغيد فالشعوب لاتهزم ولاتنكسر وحتما سوف تنتصر يوما ما وإن غدا لناظره قريب.