آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

صدمة البنات

الأربعاء - 30 نوفمبر 2022 - الساعة 12:11 م

عبد الكريم الرازحي
بقلم: عبد الكريم الرازحي
- ارشيف الكاتب


 

بعد ان خرجنامن المقبرة مشيت مع الصديق محمد عبد الوهاب الشيباني الى بداية شارع حدة وكان السيكل ثالثنا.وبعد ان افترقنا امتطيت دراجتي  ورحت كعادتي ابتهل الى الله وادعوه قائلا وبصوت مرتفع :
- ياالله تخارجنا من السيارات 
يالله تخارجنا  من الدبابات 
ياالله تخارجنا من الموتورات 
ياالله تخارجنا من العربيات 
ياالله تخارجنا من المشاة 
كانت واحدة من غجريات سوريا قد تنبات لي قبل اكثر من عشرين عاما وقالت بانني سوف اموت بصدمة سيارة وكل يوم  عند خروجي من البيت بالدراجة وكلما لامست خطرا اولامسني الخطر استرجع نبوءة الغجرية السورية تلك واواصل السير وسط شوارع محفوفة بالخطر وبالغجر. 
وكل يوم عند عودتي الى البيت سالما افرح واقول بيني ونفسي :
- الحمد لله لقد نجوت 
اليوم وانا في طريقي الى البيت صدمتني بنت في شارع حدة  وحمدت الله انها بنت. 
كانت الصدمة  رقيقة وناعمة الملمس وفي غاية الرقة والنعومة حتى اني لم احس بها رغم اني وقعت من فوق الدراجة وارتطمت بالارض ودراجتي طارت بعيدا عني 
عندما ابصرتني  البنت مطروحا في الارض ودراجتي هي الاخرى مطروحة وبيني وبينها مسافة .نزلت من فوق سيارتها واقتربت مني وراحت تعتذرلي وتتأسف وتسالني عن الاصابة وهل اشعر باي الم اوبشيئ غير عادي !!
قلت لها : انتن البنات صدمتكن حلوة  وفي منتهى الرقة والنعومة 
وظنت البنت باني اسخر منها اوامزح اوربما ظنت باني اغازلها واتحرش بها وقالت جادة : 
- اذا تشعر بألم قل لي اسعفك 
قلت لها : لا ،ابدا.  لاا شعر باي الم ولست بحاجة الى اسعاف 
وللمرة الثانية راحت تعتذر لي وتتأسف وكنت انا اشكرها على الصدمة الحلوة واطلب منها
ان  تتوقف عن الاعتذار و تعود الى سيارتها وتواصل سيرها 
ولأنها بنت وحلوة قال لها الاشخاص الذين تحلقوا حولنا بانني الغلطان 
قلت لها : كلامهم صحيح انا الغلطان 
لكنها لم تتجاوب معهم ولم تدخل معهم اومعي في اي جدل حول من هو الغلطان!! 
كنت قد نهضت وانا بكامل لياقتي وكنت منتعشا بعد الصدمة ومزاجي رائقا ومعنوياتي عالية و حتى دراجتي بدت لي بعد الصدمة افضل مما كانت عليه واسرع 
وبعد ان تأكدت انني بخير عادت الى سيارتها ومضت في طريقها وعندها امتطيت دراجتي  وقلت اكلم نفسي : 
الله مااجمل صدمات البنات ومااحلاها ليت والله يارازحي تلقي لك كل يوم بنت تصدمك !!

وصلت البيت وتغديت وبعد الغدا بدات اشعر بالالم وكان خفيفا حينها وعندما حكيت لابنتي غادة ماحدث قالت محتجة  وهي تدلك ظهري ب الفولتارين :ليش ماقلت لها تسعفك؟ 
قلت لها : ليش تسعفنا !!مفروض انا اسعفها .
ورحت احد ثها عن جمال صدمة البنات وعن رقتها ونعومتها وكيف اني لم اشعر بها
وهي  تضحك من هبالتي  
لكني الان  شعرت بالصدمة واحسست بها 
و عرفت  كم هي صدمة البنات قاسية وموجعة !!