آخر تحديث :السبت-21 سبتمبر 2024-11:19م

على اعتاب الاستقلال الثاني

الثلاثاء - 29 نوفمبر 2022 - الساعة 04:05 م
عزيز العيدروس

بقلم: عزيز العيدروس
- ارشيف الكاتب


يحتفل شعبنا منذ نصف قرن ونيف، بذكرى تطهير الارض من رجز استعمار دام قرن وعقود،55 عام انقضت منذ استقلال الوطن، ولم يذق شعبنا طعم الحرية الا في نصفها أي 23 عاماً فقط وعاش أربعة أعوام متخبطاً بين الأمل والضياع ثم انعكست الوضعية إلى استعمار جديد أوشك إن ينهي عقده الثالث. 

 اليوم يحتفل الجنوبيون بذكرى استقلالهم الأول ووجوههم مستبشرة لوضع أقدامهم على مشارف الاستقلال الجديد الذي بدت بوادره بهذه المناسبة تتجلى للملاء لأسباب جمة أولها الإرادة الجنوبية التي أبت إلا الانتصار لتراب الارض ، غير آبه بالمؤامرات على الرغم من محاولات إتقانها من اطراف دولية او اقليمية لمصالح تربطها بدولة الاحتلال.

تحل المناسبة ودولة الاحتلال تشهد فشلاً ذريعاً، وتبدي تعاطفاً ملموساً مع مليشيات المد الفارسي مما نبذها إقليميا، وأمال شوكة النظرة العالمية عنها صوب شعب الجنوب لما قدمه الجنوبيون من تضحيات ذوداً عن الارض وحفاظاً على امن المنطقة والاقليم، ولما أبدوه من تكاتف مجتمعي يسوده الوئام بمنهج تصالح وتسامح حضاري فريد. 

يتجلى اليوم على الساحة الجنوبية توحد كل الاقطاب السياسية والعملية الفاعلة في الميدان الجنوبي، واثبت الشعب الجنوبي واحديته وواحدية اهدافه، وعزمه على ردع كل مليشيات الغزو والاحتلال بشقيها الارهابي والمد الايراني بجماعته الحوثية. 

ويعمل الجنوبيون مؤسسياً بتفاني لكشف كل الاساليب التي ينتهجها المحتل ليثني به المعنويات أو اختلاق أخطار.

أدرك القادة الجنوبيون خطورة الانفراد بالرأي فشمروا السواعد وشحذوا الأفكار والهمم للتنسيق الجماعي فبادروا بتقديم التنازلات كلاً للآخر ونبذوا التعالي فجعلوا من أنفسهم صغار أمام كبر حجم الوطن والشعب المنادي بالتحرير، فنهضوا بلقاءات تحت شعار التصالح الوطني الجنوبي لتلملم كل أطراف العمل السياسي وتعالج بجدية اخفاقات المرحلة ولتتوج كمسك ختام لثورة وترسيخ أسس وقواعد الدولة المستقبلية المنشودة الضامنة العيش الكريم لكافة أبناء الوطن، 

وبرغم العوائق وتعدد جبهات المعترك السياسي، ستظل الآمال العريضة التي يعلقها الشعب على مفوضيه القادة السياسيين هي الوقود للكفاح والاصرار من منطلق عهد الاحرار للأحرار، وبالمقابل صبر الشعب المستميت ومقاساته شظف العيش فليثمن على قياس اعطاء مزيداً من الفرص قبل القاضية ليعيها من يهمه الامر ويدخل ضمن دائرة النطاق.