آخر تحديث :الثلاثاء-14 مايو 2024-04:46ص

رذائل السياسة!

الخميس - 24 نوفمبر 2022 - الساعة 09:26 م

د. عارف محمد أحمد علي
بقلم: د. عارف محمد أحمد علي
- ارشيف الكاتب


متى سنخرج من دوامة تسعة .. لا ستة ! هذه المُعادلة نمُارسُها منذُ ستون عام قضاها الجيل السابق، وورِثها جيلنا اللاحق ـ هل الأمر يتعلق بمستوى تفكيرنا المحدود في إدارة شئون حياتنا العامة كلعبة أدمناها ، ولا نعرف سواها كأنها دمائِنا تجري في عروقنا محملة بالصد، والوعيد لبعضنا البعض كأننا نثبت علاقة التنافر في جميع شئون حياتنا ، فأصبح مسلك حتى في أبسط مصالح مسيرتنا اليومية؛ لا نرضى بوجه النظر الأخرى مهما كانت صادقة فلا بد من التشكيك بدلا من بناء جسور التواصل في عالم مليء بالتناقضات ؛ فانظر إلى علاقة أمريكا بالصين ، واحتدام التباين ، ولكن يلتقيا مستخدمين لغة الحوار لخلق علاقة وجدانية تعطي الأمل لشعوبها بإمكانية حل الخلاف .

لذا يجب الابتعاد عن هذا النوع من العلاقات لأنها تفسد ، ولا تصلح ـ حيث لا نكسب من ورائِها إلا الدمار ، والشِقاق ، لأن الطرح يجب أن يكتسبَ مهنية القبول لِيُترْجم مباشرة إلى واقع يدحض الطرح المُغاير بعمل دءوب ليمتلك مصداقية القبول دون شن هجمات الرياح في صيف شديد النواح .

إن المجازفة بالطرح للفوز يُعَّد هزيمة على المدى البعيد والقريب فالنظر إلى تاريخنا الحديث إن ما كنا نراه مشاعِل ثورة أصبحنا نطفِئُها بنقدنا اللاذع المرير ، وأصبحنا قضاة لها بالحكم المُغلظ الشديد ، بعد أن كُنا مُحامِيها المُفوض الحكيم مستميتين في طرح أثرها الإيجابي القريب ، والبعيد ظاهرين نقاط قوتها لتنال شرف التطبيق السريع في مرافعة كرصاصة آلي جديد ، ولكن في قاعة خراب إلى من صدى صوت الخراب .

لان المُفكر العنيد يُريد أن يُثبتَ نظريته في واقع أليم حتى وإن فجر المكان ثم يذهب إلى مكانٍ بعيد فيُكْسِبُ الخسارة بعد نزال قليل ؛ بماذا اكسب الشعب العريض هل يدخلهُ في سجنٍ جديد ثم ننتظر حتى يظهر عالِمٌ فريد لِيُعيدُ تجاربهُ على الشعب المُتعب المريض ـ متى يحلُ السكون بالطرح المفيد .

إن أسطورة الطرح لِيُنتزع الصدارة في عالم جديد منظم بليد يحافظ على البقاء لصالحةِ البعيد ـ جمع كل التناقض للخير القليل ، والشر كمقلب كبير ـ إذاً أمراً صعباً سيكسبُ البطولة بطقم رياضي لا يمتلك تقنيات اللعب الجديد، فقد هُزِم الكثير في ميادين العالم الوسيع كشكل الكرة المستدير كلٌ يقف على مسافة واحدة في نقطة من محيطها إلى مركزها الوسيط .

توزيع الأدوار أصبح تقنية العالم الجديد حتى لا يستطيع تسجيل الأهداف إلا مع الجمع الكثير ، فتصبح مُشاركاً لا بطلاً وحيد ـ فتعْجزُ عن تحملِ المَّهام إلا مع الضد العنيد عندها يأمنُ المٌخرج العالمي البعيد .

قد تكون لاعباً بطولي بشهادة عشاق اللعبة الجديد ، ولكن يتفرقوا بعد حدثٍ عظيم ناقداً ، ومادحاً في خفاءٍ شديد بنية القبول ، وناسياً عند عرضٍ جديد ـ فيُرجى السلامة خوفاً من دهسِ مميت وأصبح كل واحد منا بطاقة تعريفية عند كل حاجزٌ جديدٌ إما ساقطاً أو قائم كسيح عاجزاً عن فعل مجيد .

هل كوننا مبني على نِظام المُتضادات فيُشعل نارها متى ما أردنا ونسْكُنِها عند ترتيب العهود تحت بند الصبر الجميل ، ثم نباشر فعلها عند انقلاب جديد ، إن ممارسة مثل هذه الأنشطة ترهق النفوس فلا تستجيب لأي فعل عظيم حتى ، وإن تضاحك الجلوس في طرح جديد فتذوب في ماءٍ كملح الطعام كأصله آتي من ماء البحور لا يصلحُ به زراعة البذور .

وجْهت النظر هذه ليست تشاؤم ، وإنما صياغة لواقع معاش كثرة فيه ليالي السقوط حالكة في غيابِ قمر منير فصرنا نشْبهَهُ كعرجون قديم لمنازل قمر كان مكتل منير يعلمنا الحساب إلى صفرٍ عديم .

أصبحنا في حالة تشكيك مما يدور من حولنا ـ هل نراجع الحِسَّاب لإنهاء معاناتنا لتجاوز الديون التي فرضناها بأيدينا يا عِباد للحد من حوادث الطريق دون إعادة في تأهيل مواضيع الحياة إلا عند مبدأ إشراك الجميع في نهاية نتيجة الحوار لصنع القرار ـ هل نستمع إلى أفكار الحلول لحوار وطني جديد يخرجنا من لحودِ القبور لتشييد قواعد الأساس لأعمار شعب جديد خالي من كراهية النفوس كمشروع صيانة الجسور لنعيد الطريق نحو جيل مجيد لنشهد مشروع وطن جديد .

بداية التعاون تبدأ من ضرورة مناقشة توحيد حل مشكلة الحساب لأن تعدد طرق حلها تتعب الطالب البسيط  في عموم مدرستنا الكبير ، أم أن المدير غير مكترث بتبعات هذا الطرح المفيد متشدِداً خاضعاً لأي منهج بعيد في حل مسائل الحساب فتزيد من معاناة العديد فلا نصل إلى أي جانب نسير .

الانتِقادات المُتزايدة يجب أن تفي بأعلى معايير مخرجات أهداف الطرح لنعود لبداية التعاون بدلاً من التصادم كلاً في ناحية في حياة سياسية لا تسْتلهم من ورائِها إلا الإعاقة ، وعرقلة الحياة ، وعدم الاستقرار بدلاً من الشروع بتنظيم العلاقات كدرس لمستقبل جديد بدلاً من ألم الجروح في كل حدث جديد .

حالة الوهن هذه التي نعيشها اليوم بشكل حاد تضعفُ تركيزنا نحو هدف المسير بعد غياب عقل دام ما يقارب العقد من الزمن أستعرض فيها كل ردمٍ عميق فحل النِزاع بتمويلٍ بعيد ـ هل إذا أُسْكِتَتَ البنوك نصل إلى حلٍ سعيد.