بعد سنوات من العمل الاعجازي والمضني والانفاق الاسطوري ، تحتفل اليوم دولة قطر شعبا وأميرا ، وكذلك الامة العربية والاسلامية بل والعالم، بافتتاح المونديال الكروي في مسابقة كأس العالم في مدينة الدوحة .
ومن المؤلم وفي خضم هذه الاجواء الاحتفالية المبهجة ، من المؤلم ان نسمع بعض الانتقادات فيما يتعلق بالبذخ والانفاق العظيم لهذه المونديال العالمي .
فلقد انفقت واغدقت دولة قطر على هذا المونديال ، بحيث انتهزت الفرصة بفوزها باستضافة هذا العُرس الكروي العالمي فشيدت بنيتها التحتية بمواصفات مذهلة ، فمن شوارع بعشرة مسارات الى ملاعب فارهة ،حوت كل الخدمات بما فيها الكراسي بالشاشات . الى شبكة انترنت الجيل الخامس وكذلك مسارات قطارات ومحطات من الجمال والروعة .فشهدت دولة قطر الفتية ، نهضة مذهلة خلال العشر سنوات قطعت اشواطا من البناء واذهلت بذلك العالم فمن مدرجات رياضية ذكية الى موانىء عالمية الى فنادق وحدائق وجادات وطرق فسيحة بل واستراحات وشواطىء ، كل هذا سوف تستفيد منه دولة قطر ويرفد السياحة ويجعلها حديث العالم .
والحقيقة فلقد اجادت قطر بل تفوقت على دول عالمية كبرى في حسن التخطيط وفي الاستقبال والضيافة وفي اعداد شعبها لهذا الحدث الكروي العظيم ، بل وعرفت العالم بالعرب والمسلمين من خلال هذا الاحتفال الكروي الاسطوري .
ومن المهم ان نُعرج على -الفيفا -وهي اي الفيفا من القدرات المالية والنظام والادارة ما يؤهلها لادارة دول ، لا اتحاد كروي عالمي . ويقال ان امكانيات - الفيفا - المالية تفوق دول كثيرة .وباشراف الفيفا فاليوم الاحد 20 من نوفمبر يدشن الاحتفال الكروي العالمي في الدوحة والذي سينقل عبر الفضائيات الى الفي مليون مشاهد في اقاصي العالم ، وسيبقى هذا الحدث في اذهان الناس كابر عن كابر لعقود طويلة .
سيتنافس ٣٢ فريق في الفوز بالكاس الذي سوف يبقى لدى الفائز لمدة سنة ، الا في حالة انتصار نفس الفريق لثلاث مرات بالكأس الذهبي العالمي .
هناك مباريات سوف تصحبها الحماسات والدموع وهناك فرح وحزن وصدمات نفسية للذين يعيشون وافئدتهم معلقة بالمباريات الكروية .
وفي يقيني ان قطر اعطت بسخاء غير مسبوق من مال وجهود جعلها محط انظار العالم وسوف يرفدها هذا المونديال بخبرة عظيمة في علوم الادارة وتنظيم الفعاليات العالمية . علما ان هناك تخصص في الجامعات يقبل عليه الطلاب اليوم ، وهو ادارة الفعاليات ، من فعاليات كروية عالمية الى الدورات الاولومبية والمؤتمرات والقمم .
وعودة الى - الفيفا - أو الاتحاد الدولي لكرة القدم ، فهو الهيئة المنظمة للعبة كرة القدم في العالم، تأسست في 21 مايو عام 1904 في باريس، ويقع مقرها بمدينة زيورخ في سويسرا، ويضم هذا الاتحاد 211 من اتحادات كرة القدم في العالم -
وتزيد ميزانية الفيفا عن ميزانية عشر دول وعوائدها من بيع حقوق البث والتذاكر والاعلان يزيد عن ٢٧٠٠ مليون دولار امريكي .
وعن مسابقات كأس العالم في كرة القدم فلقد ، قررت الفيفا ومستقبلا ، توسيع الدول المشاركة في كل دورة ، بحيث تشمل مجموعة من الدول المتقاربة جغرافيا ، لسهولة تحمل التكاليف الباهضة ، فلقد قرات تقريرا بريطانيا يشير الى ان قطر انفقت ما يزيد عن ٣٠٠ مليار دولار ، لتستضيف هذا المونديال الكروي العالمي . هنا علينا ان نتوقع ان ٨٠٪ من هذا الرقم الفلكي قد انفق على البنى التحتية لدولة قطر ، التي كانت باشد الحاجة الى انجازها ، وهي بهذا الانفاق السخي قد جعلت من الدوحة اجمل مدينة في العالم .
ومن نافلة القول ان كل ما نراه في الدوحة ، مدهش بل ساحر وعجيب ، ولقد حققت قطر سمعة عالمية في استضافتها هذا الحدث الكروي العالمي وفي يقيني ان هذه المونديال الكروي هو الاعظم في العالم اليوم وحتى بعد قرون .