آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-07:56م

الفاخوري روبوت يشعر بالسعادة..!

الجمعة - 18 نوفمبر 2022 - الساعة 12:23 م

سامي الكاف
بقلم: سامي الكاف
- ارشيف الكاتب


 

تفاعل لافت في مواقع التواصل الاجتماعي مع ما تعرض له عبد الرقيب اليافعي من الفاخوري مذيع قناة الجزيرة، وهذا التفاعل اللافت تركز في مجمله في التعاطف مع شخص عبد الرقيب والتضامن معه باعتباره ليس مجرد كمبيوتر حافظ للمعلومات في لعبة كرة القدم بل مجرد إنسان عادي بسيط محب لكرة القدم، وجد نفسه بالصدفة تحت أضواء الإعلام، تعرض للسخرية وبما لا يليق من مذيع له باع في الإعلام من المفترض انه يحترم نفسه ومشاهديه. 
ومع ذلك هذا ليس كل المشهد الصادم والمُحبط. هناك من أيّد ما قام به الفاخوري باعتباره أمراً عادياً وذهب آخرون وأعتبروا ما حدث ليس فيه أية سخرية و"لا هم يحزنون".
ثمة مشكلة إنسانية أخلاقية في ما حدث وتتجلى أكثر في تداعياتها السلبية، وهي بلا شك تفضح وعي كثيرين على نحو يُرثى له عندما تجد من يتحذلق في مثل هذه المواقف غير الأخلاقية وتكتشف انه يؤيد هذه السخافة بحجج أكثر سخافة ويدافع عن المذيع، بحجة أن المذيع إنما يقوم بما هو مطلوب منه من مُعد البرنامج واضع أسئلة المقابلة الاستخفافية ليس بعقول المشاهدين وحسب؛ بل و بأسس وأخلاقيات العمل الإعلامي بكله وبالتالي استخفافاً بكل من يعمل كمذيع باعتباره مجرد روبوت بلا مشاعر أو أحاسيس وما عليه إلا أن ينفذ حرفياً ما طُلب منه تنفيذه، مع ان المذيع، أي مذيع وكل مذيع، ومن خلفه أي معد برنامج وكل معد برنامج، هم في نهاية المطاف بشر من المفترض أنهم يتمتعون بقدر من الأخلاق تحتم عليهم أن يكونوا إنسانيين في تعاملهم مع غيرهم من البشر. 
ليس كل المذيعين بامكانهم أن يفعلوا ما فعله المذيع الفاخوري ومن خلفه المُعد؛ حتى المذيع الفاخوري سنجده أول من يرفض أن يكون في مكان عبد الرقيب، وعبد الرقيب في مكانه.
لنتذكر معاً قول المذيع الفاخوري لعبد الرقيب في المقابلة: "يسعدني أنك أخطأت". إنه دليل يشير بكل وضوح إلى أن الروبوت الفاخوري أثبت للمتحذلقين أن لديه مشاعر وأحاسيس من بينها السعادة وليس كما يظن الكثير من الناس أن الروبوتات بلا مشاعر أو أحاسيس...!