آخر تحديث :الأربعاء-08 مايو 2024-05:17م

اتركوا ولو (خانة) لعيال المساكين!

الجمعة - 18 نوفمبر 2022 - الساعة 12:00 ص

أحمد عمر باحمادي
بقلم: أحمد عمر باحمادي
- ارشيف الكاتب


لا يزال المسئولون وذوي الشأن وعليّة القوم يستفردون بخانات التوظيف والتعاقد والإحلال لأولادهم وبناتهم وأقربائهم ومن يعولون.

متجاهلين أولاد التعابى والمساكين الذين ربما تمر على أحدهم السنوات الطوال منذ التخرج وهم يجددون كل عام لدى الخدمة المدنية دون طائل.

قست القلوب وتحجرت الضمائر ولم يعدْ أحد من أولئك الظلمة يفكر في شباب هذه الفئة المنسية في المجتمع وهي الطبقة الكادحة.

بينما هم الأحوج والأولى إلى فرصة عمل تقيهم شظف العيش ونار البطالة والذي يبعث على الأسى في هذا البلد المنكوب أن تجد ابن المسئول أو بنته أو قريبه كائناً فاشلاً بليداً لم يستكمل حتى تعليمه.

بل ربما وجدته طبلاً فارغاً لا يمتلك أية مهارة سوى مهارة الدلال والتغنّج والرخاوة.. وفوق كل ذلك يتمّ تقديمه على الأسوياء الأذكياء ذوي المواهب والقدرات.

من الأمور المعروفة أن الفقر والشدّة والبؤس يصنع الرجال. وعظماء الرجال إنما ولدوا من خضمّ المتاعب والمصاعب.. والموهبة تتوهج من نار المعاناة والتعب. 

والكثير نحتوا نجاحهم في الصخر وصبروا رغم الألم والفقر. لكنّ أنضجتهم في آخر المطاف تجارب الحياة.

يحتاج الوطن أمثال هؤلاء المقتدرين .. لا أولئك العالات المتواكلين. فحينما تنعكس الموازين وتنقلب الأمور رأساً على عقب ـ كما يحصل في زمننا وبلدنا هذا ـ فلا تتعجّب من أجناس الفساد وأشكاله وتناويعه .!

ولله درّ الشاعر حين قال:

سكتتْ بغابِغَةُ الزمان ×× وأصبح الوطواطُ ناطق

وتبرذَنَتْ عُرْجُ الحمير ×× فقلتُ مِن عَدَمِ السوابقْ