آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-03:45م

وسطية الخطاب السياسي لإعلام أبين

الخميس - 17 نوفمبر 2022 - الساعة 10:56 م

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


 منذ العام 2015م كانت محافظة أبين و حتى اليوم الأكثر تضرراً من بين كل المحافظات و في شتئ المجالات ، و لعل الضغوط السياسية و صراعاتها التي أدت  إلى حرب أغسطس 2019م هي الأشد وطئة على أبناء المحافظة ..

 لم تكن خلال الفترة تلك و إلى يومنا هذا حالة الضغوط السياسية و صراع الإستقطابات التي تمارس تجاه محافظة أبين عادية أو حتى في حدها المعقول كما في المحافظات الأخرى ، بل كانت كثيرة و قوية مورست عليها من كل الكيانات و الاحزاب و الشخصيات السياسية و الجميع ادلئ بدلوه في جوف المحافظة و بغض نظرها عن النتائج السلبية التي قد ترافق ذلك على مختلف الأصعدة و من بينها تمزيق النسيج الإجتماعي و التفرقة السياسية و المناطقية بين أبناء المحافظة ذاتها أو بينها و بين المحافظات الأخرى ..

 في خضم و معمعان تلك الضغوط و الصراعات و إغرءاتها المادية و السياسية كان مكتب إعلام محافظة أبين بإدارة الدكتور ياسر باعزب الأكثر عقلانية و إتزاناً من بين كل هؤلاء ، فهم كانوا يدعون إلى التحريض و المناكفات على وسائل الإعلام و مواقع الأخبار بينما كان إعلام المحافظة يدعوا في خطابه السياسي إعلاميي المحافظة بمختلف توجهاتهم إلى نشر ثقافة الحوار و السلام فيما بينهم و نجح في ذلك و إلا  لكان الضرر على المحافظة أكبر و أشد ..

 و أتذكر خلال  السنوات الماضية أن  الورش و الندوات و دورت التأهيل التي كان يقيمها مكتب إعلام أبين تتم بمشاركة و حضور الإعلاميين من كل التوجهات دون إستثناء أو إقصاء و هو الأمر الذي أفرز تراكمات في نفوس الإعلاميين من حيث الإنفتاح و الحوار و القبول بالآخر ، و لهذا كان اللقاء التشاوري الإعلاميين و الصحفيين و الكتاب و الناشطين الذي دعت إليه الهيئة الإعلامية الجنوبية في نهاية شهر أكتوبر الماضي ناجحاً بكل المقاييس و حضرته الغالبية و من مختلف التوجهات السياسية و سمح فيه لكل من أراد أن يتحدث أو يناقش بكل حرية و دون إنتقاء أو فرض جزئية معينة ، و في إعتقادي أن السياسة في العمل التي أنتهجها الدكتور باعزب خلال السنوات الماضية هي التي سهلت و أفضت إلى نجاح ذلك اللقاء و الذي كان مفاجأة لم يتوقعها الكثيرون ، و قد لاحظنا بعض الإشكاليات التي حدثت لمثيلتها من اللقاءات في بعض المحافظات الأخرى كما حدث في لقاء محافظة لحج و لا يعني ذلك إنتقاصاً في حق و دور زميلي سعدان اليافعي و رفاقه ، بل و أقدر جهودهم ، كما أنني أثق تماماً بأن تجمع عدن القادم لن يكون بمستوى الحدث و الزخم الذي واكب لقاء أبين ، فزميلتنا هدى الكازمي و كذلك  دائرة الإعلام في المجلس الإنتقالي الجنوبي خلال الفترة الماضية كانا منحصران على ذاتهم و لم يسمحا
أو  يمارسا سياسة الإنفتاح على الآخر أو حتى مجرد  التواصل معهم و بالتالي فحشد طيف متنوع للقاء التشاوري القادم في عدن سيكون صعباً مالم يكن مستحيلاً أيضاً..

 نجحت إدارة مكتب إعلام أبين وذلك بتجنبها لسياسات الإقصاء و التهميش و الإنفتاح على الآخرين  و للقضاء على الخصومة أفشت السلام على الجميع و بينهم  ..

 كما أن النهج الذي أتبعه مكتب إعلام محافظة أبين تفتقر إليه وزارة الإعلام ذاتها و هو ما أنعكس سلباً عليها و فشلت فشلاً ذريعاً على المستوى المحلي و لن يحالفها الحظ لتسويق رسالتها و سياسة حكومتها على المستوى الخارجي ، فالوزارة منغلقة و محصورة على ذاتها و مساحة تواصلها مع  محيطها لا يتعدى أبواب ديوان وزارتها .