آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-08:11ص

عقوق الوطن

الأربعاء - 16 نوفمبر 2022 - الساعة 09:49 ص

رشاد خميس الحمد
بقلم: رشاد خميس الحمد
- ارشيف الكاتب


لم يعد هناك شيء يدعو للتفاؤل بهذا الوطن الجريح والكسير حيث كلما شعرنا بنوع من الأمل الكاذب تأتي الحقائق المحزنة وتنسف كل شي في عقولنا من أمل منتظر ونشعر بالاحباط والوجع كلما تساق إلينا تلك القصص الموجعة والأموال المهدورة التي لا ندري إلى أين تتسرب وتعبث بها خفافيش الظلام وأعداء التنمية حتى أصبح المواطن ضحية لذلك العبث والضياع.

لقد أختلت معايير التعيين في مكاتب الدولة الإيرادية وأصبحت بنظام معوج أساسه المناطقية والحزبية والمصلحة فأنتج لنا تلاعب كبير  يقدر بملايين ومليارات.

ويكاد يجن جنوني مكتب شركة نفط يترك عجز 18 مليار شي خيالي وكنت أتسأل مع نفسي كم هي إرادات الميناء التي تشير بعض التقارير أنه مليار أسبوعيا وكم هي إيرادات المنفذ وأين 
وكم مكاسب الديزل المدعوم وكم الاسماك وكم حصة النفط وكم وكم ؟؟؟ إيرادات يومية وكل ذلك وخزينة الدولة فارغة والعملة متدهورة والتنمية متوقفة والمشاريع متعثرة و أتسأل بلسان كل مواطن شريف أين تختفي الفلوس؟.

لست أدري ولا يدري المواطن المغلوب على أمره من هجر الفئران بيته بحثا عن بيوت اللصوص حتى يجدوا بقايا الطعام متناثرة وبيت الفقير تتسرب منه رائحة الفقر المبكية. 

رغم كل ذلك العبث ولكننا لم نشاهد يوما مسؤولا فاسد يحال للجهات المختصة للمساءلة والتحقيق والمحاكمة وكذلك لا ندري من مصلحة من ضعف الجهاز المركزي للمراقبة والمحاسبة وكل ذلك يبعث في نفوس المجرمين مزيدا من الأمان حيث أنهب وأسرق ولن تساءل فيكون تشجعيا لهم.

حقا إنه لشي مؤلم حينما يحكمنا منهج التوحش الذي قسم المجتمع إلى طبقتين بينهم بون شاسع طبقة تنهب بدون حسيب ولارقيب وتلعب بملياريات وطبقة آخر مغلوب على أمرها محرومة يحاصرها الجوع والمرض والفاقة وتلهث وراء لقمة عيش كريمة وقطعة خبز هنيئة. 

أيها الأحرار والشرفاء بهذا الوطن العظيم لقد حان الوقت أن نقتلع جذور الفاسدين ونهدم جحور الظالمين ويمكن رجال الكفاءة والنزاهة والأمانة فقد طال وجعنا ونفذ صبرنا وأشتقنا لوطن يأوينا ونأويه ويحمنا ونحميه ونتسأل متى؟ تشرق شمس الحرية ويسطع نور العدالة  وتختفي خفافيش الظلام وبراثين الطغيان من وطننا الكبير لننعم بالأمن والاستقرار والحياة الكريمة والنصر العظيم.