آخر تحديث :الأحد-22 سبتمبر 2024-01:26ص

العبث بالسلاحف البحرية وقتلها جريمة كُبرى ضد الحيوان!

الأربعاء - 02 نوفمبر 2022 - الساعة 02:18 م
ليلى الهاشمي

بقلم: ليلى الهاشمي
- ارشيف الكاتب


"في أقل من أسبوع تم ذبح ما يُقارب٨٠ سُلحفاه بحرية من نوع السلاحف البحرية الخضراء المُهددة بالانقراض، من قبل قراصنة السلاحف، وأخذ شحومها وعضوها الذكرى، وتركها تنزف حتى الموت ثم رميها على الساحل.."رشيدي محمود، إعلامي مُتخصص بشؤون الصيادين والحياة البحرية في خليج عدن. 

إن ما حدث في الأيام الماضية من قتل وتشويه وتقطيع لرؤوس السلاحف البحرية بطريقة بشعة وفضيعة في منطقة خور عميرة الساحلية التابعة لمحافظة لحج، تدمع لها القلوب قبل الأعين من قسوة بعض البشر تجاه الحيوانات الصغيرة.

ومع العلم بأن هذه المنطقة صُنفت ضمن محمية طبيعية إلى جانب بعض الجُزر؛ وذلك بقرار وزاري حكومي، فأين الدور الرقابي الذي يجب أن تقوم به؟!

بالإضافة إلى ذلك أصبحنا نُشاهد بعض المناظر المؤسفة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي لا تمد للمسلم المُسالم بشيء، والتعود على رؤيتها دون تحريك ساكن سلوك خطير جدًا، ومن المؤسف والمُحزن أن نراها، فنحن أمة مُسلمة أمرنا رسولنا الكريم صلوات الله عليه بأن نكون لينين وأن نترفق بالحيوانات وألا نوذيها، أو نحملها فوق طاقتها، أو نحرمها من الطعام والشراب، فما بالك بمن يقوم بعملية قتلها؟!

وعليه فإن الإسلام أمر بالابتعاد عن قتل الحيوانات من غير وجه حق؛ لأن قتلها من غير سبب لا يجوز، فقد ثبتت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة عن النبي _صلى الله عليه وسلم _ التي تمثلت في الرفق بالحيوان، فقد روي أن عبدالله بن عمرو (رضي الله عنهما) أخبرهُ عن النبي _صلى الله عليه وسلم _ قال:"ما من إنسان يقتل عصفورًا فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عزّ وجلّ عنها يوم القيامة" قيل: يارسول الله وما حقها؟ قال:"حقها أن يذبحها فيأكلها ولا يقطع رأسها فيرمي به". 

نقطة أخرى مُهمة يجب أن نُدركها جميعًا بأن هذه السلاحف ليست حيوانات وفقط بل هي أرواح خلقها الله كالانسان سنُحاسب عليها في حال أذيتها، وهناك الكثير من القصص في تأريخ ديننا الإسلامي التي دلت على أهمية الترفق بالحيوانات؛ لذلك وجب على الجميع تعليم أبنائه حُب الحيوانات وكيفية الترفق بها، وغرس صفة اللين في تعامل أطفالهم معها. 

وأخيراً إن الترفق بها من أسباب حصول البركة والخير على الفرد والمجتمع والأمن ورضا الله عنّا، وأننا أمة مُسلمة حثها الله على حُسن الخُلق واللين في الأمور كلها، وكذلك الحيوانات.