آخر تحديث :الجمعة-26 أبريل 2024-11:57م

فرض المركزية في اوكرانيا واليمن طمعاً بالثروة

الإثنين - 24 أكتوبر 2022 - الساعة 09:11 ص

لطفي عبدالله الكلفوت
بقلم: لطفي عبدالله الكلفوت
- ارشيف الكاتب


بسم الله الرحمن الرحيم
تقف الدول العربية على حياد فيما يخص الحرب الاوكرانية الروسية لان الوقوف الى جانب طرف من الاطراف سينعكس على الصراعات القائمة في منطقتنا العربية ولكنها تجربة تستحق الدراسة بعمق لنستخلص منها الكثير من الفوائد والعبر من خلال مراقبة الافعال وردود الافعال السياسية والعسكرية والاقتصادية بتفاصيلها وكيف ستنتهي تلك الحرب من قبل المختصين كل حسب اختصاصه.

عدم منح اوكرانيا اقليم دومباس نظام فيدرالي و دخولها معهم في صراع عسكري لارغامهم بالمركزية كان اول واكبر خطأ ارتكبته قبل الحرب القائمة بينها وبين روسيا وحجر اساس استخدمته روسيا لضم بقية اقاليم اوكرانيا بالكامل ان كان بالسلم او بالحرب فقد اصبحت اوكرانيا بسببه اكبر الخاسرين. 
كان يتوقع الرئيس بوتن التفاوض بعد اعلان ضم اقاليم من اوكرانيا الى روسيا وستقبل فيه اوكرانيا بشروطه وتبدأ بعدها اقاليم اوكرانية جديدة بطلب الفيدرالية او الانضمام الى روسيا لتحصل على امتيازات الاقاليم السابقة وبعد فترة طويلة من الصراع مع المركز الاوكراني سيتم ضم بقية اقاليم اوكرانيا واحدا تلو الاخر وبرغبة شعبية لانها ستمنحهم الصلاحيات الواسعة والنسبة الاكبر ولكن اوكرانيا وبدعم اتحاد الناتو استخدموا لعبة عض الاصبع (كل طرف يعض اصبع الاخر) ورفضت التفاوض وقصفت العمق الروسي الذي حتم على الرئيس بوتن تغيير خطة ضم اوكرانيا السابقة وقام بضرب مصادر التدفئة ليخرج السكان من اوكرانيا متجهين الى دول اوروبا ليضعها امام خيارين اما قبول الشعب الاوكراني وتحمل تكاليف تزيد من سرعة انهيار اقتصادهم او رفض استقبالهم وعندها ستكون روسيا هي الحضن الدافئ في الشتاء القارس وسيتم بعدها اجتياح الاراضي الاوكرانية عسكريا واعلانها اقاليم فيدرالية تابعة لروسيا حسب توقعي وستذهب خسائر دعم دول اتحاد الناتو ادراج الرياح .
ان استمرار الحرب لفترة طويلة سيزيد من تفاقم الوضع الاقتصادي الاوروبي وهذا يضع الولايات المتحدة الامريكية امام خيارين فاما ان تضحي باوكرانيا لصالح روسيا او تضحي باتحاد الناتو وخروج اعضائه واحدا تلو الاخر اما الخيار الثالث هو المواجهة المباشرة وهذا يعني الحرب العالمية وهذا خيار مستبعد.

كان طمع مركزية اوكرانيا بثروات اقليم دومباس ورفضها مطالب الشعب سبب افراغ خزائنها و فقدان اراضيها تماما كما طمعت مركزية اليمن بثروات الاقاليم الجنوبية وجعلتها سيادية ومازالوا طامعين فيها حتى اليوم وهذا ما سيجعل اليمن في حالة عدم استقرار طويلة فقصف الحوثيين لميناء النشيمة والضبة يثبت انهم لن يدخلون في مفاوضات سلام شامل يقي الشعب ويلات حربهم العبثية طمعا في ثروات الاقاليم التي وهبها الله لهم وفي ايراداتها من العملة الاجنبية التي يستفيد منها جميع اليمنيين بما فيهم الحوثيين فتصدير النفط يعني استقرار سعر العملة المحلية وباموالها يستورد التجار السلع ويجمرك الحوثيين تلك السلع وياخذون عليها ضرائب وواجبات وجبايات و......الخ فلماذا لا يدفعون مرتبات الموظفين من حصتهم الغير مباشرة من اموال النفط التي يستقطعونها ؟
لانه مجرد عذر امام العالم والشعب اليمني المظلوم الذي يعيش في مناطق سيطرتهم والحقيقة انهم يخدمون ايران من اجل الضغط على دول اتحاد الناتو واستغلال حاجتهم للنفط لتوقيع الاتفاق النووي وفتح العقوبات المفروضة عليها ولو على حساب مصلحة الشعب اليمني.

لم نعد نتحمل استمرار مركزية الوحدة اليمنية القائمة على الاطماع كما لم يتحملها شعب اقاليم شرق اوكرانيا فهل من منقذ لوحدة حقيقية بنظام يجعلنا لا نرى فيه على ارضنا وصيا او يمنح جنوب اليمن استقلاله.