من الإنصاف أن نحافظ على محافظنا ، وليس دفاعاً عن أبي بكر المحافظ ، فالنص الروائي الذي يعرض على المسرح الأن هو من أكثر الأشكال التعبيرية قدرة على وضوح الذاتية الضيقة التي قد فهمها البعض ، حيث عاد ورجع كثير من قادة وساسة اليوم إلى التراث القديم لتفادي الأمر ولكن من دون جدوى فمهما حاولنا وحتى وأن وصلنا إلى المريخ وخرقنا طبقة ألأوزون فأبين غير أي محافظة أو قطر آخر ، لها طابع وشريعة و قانون خاص في الحكم ، وسيظل هذا الصراع بين الثقافتين المختلفتين أبدي ودائر من الجبل إلى الساحل *!*
أن أسوأ مايمكن أن يحدث في هذه المرحلة هو الرجوع إلى محاكمة الأحداث السابقة وتقليب المواجع ، ومحاولة إثبات أن هذا الطرف أو ذاك كان على حق أو على باطل ، فالتجربة التي نعيشها اليوم ليست معقدة ولا صعبة للغاية كما يفهمها الناس أن وجدت النوايا الحسنة والتضحية من الجميع واستبسلوا في خلع ملابسهم لتتغير وتتبدل تلك الجيوب المشبعة بالذهب واليورانيوم ، حتى وأن كانت الاختلافات في الرؤى الفكرية والعقائدية بين الكبار محط جدال ، فلابد من التضحية
أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً هكذا جاء النص في سياق حديث (النبي) صلى الله عليه وسلم أو كما قال ، فاللواء الركن أبوبكر حسين سالم محافظ أبين لاعلاقة له بالجبايات فلاتظلموا أبا محمد فالظلم ظلمات يوم القيامة فهذه هي الحقيقة لمن أراد أن يفهمها ، فالطير قد يرقص مذبوحاً من الآلمِ *!*
من لايعرفك يجهلك كما قيل ولكن بعد أن تتعرف عن قرب على أبوبكر حسين هذا الطود في التعامل كأنسان بعيداً عن السياسية والقيادة ، بكل تأكيد ستتعرف على مامعنى الوفاء والتواضع والأخلاق ، ومامعنى كذلك الوطنية التي قرأناها في صفوفنا الأولى من الدراسة وتجسدت لنا عند مشاهدة ذلك الرجل الذي يقف على رأس هرم القيادة مع كبار قادة الدولة ، فهو من طلائع الجيل المؤسس لكلية الحرب العليا التي لايدخلها إلا من كان ماهراً في فلسفة القيادة ، وأن ولج الجمل في سم الخياط ، لايدخلها إلا المبرزون *!*
ومع هذا كله ، فهناك تحديات كبيرة أمامك ياحبيبنا المحافظ رغم حضورك المميز والمتواصل على هذه الساحة المضطربة ٠٠ فكيف ترى الخلاص والسبيل إلى حل مشكلة وتجاوز خيبة الأمل التي حلت على أصحاب الشاحنات الكبيرة ( القاطرات) وذلك لعدم وجود حلول جذرية لمشكلاتهم ، والتي قد تتحول دون شك إلى أزمات دورية تنفث سمومها وسلبياتها في جسم المحافظة ، فهل أنت لها ؟ وتخلصهم من هذه الاتاوات التعسفية التي أنهكتهم ، نحن بلغناك ياعندليب أبين ، والباقيات الصالحات *!*
